اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس ان المباحثات تتواصل في الاممالمتحدة ومن ثم لن يجرى اي تصويت في الايام القادمة على مشروع قرار بشأن سوريا. ونقلت وكالة انترفاكس عن غاتيلوف قوله «نبذل حاليًّا جهودًا للتوصّل الى نص مقبول من الجميع يسهم في ايجاد تسوية سياسية في سوريا. لذلك لن يكون هناك اي تصويت في الايام القادمة». ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن مبعوث روسيا لدى الاتحاد الاوروبي قوله امس انه لا مجال لإقرار مسودة قرار غربي عربي بشأن سوريا في الاممالمتحدة دون ان تستبعد صراحة امكانية التدخّل العسكري في سوريا.وكانت تصريحات فلاديمير تشيجوف أحدث مؤشر على ان روسيا ستستخدم حق النقض ضد القرار الذي يؤيد خطة لجامعة الدول العربية تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى نقل سلطاته الى نائبه اذا لم تعدل صياغة القرار لتضع المخاوف الروسية في الاعتبار. ونقلت وكالة انترفاكس عن تشيجوف قوله ان المسودة ينقصها أهم شيء فقرة واضحة تستبعد امكانية استخدام القرار لتبرير تدخّل عسكري من الخارج في شؤون سوريا.. لهذا السبب لا أرى مجالًا للتصديق على هذه المسودة. وتحث دول عربية وغربية مجلس الامن على اتخاذ خطوة سريعة ازاء القرار المتعلق بسوريا وحاولت اقناع موسكو بأن هدفها ليس العمل العسكري. وتريد دول غربية اجراء تصويت هذا الاسبوع في مجلس الامن لكن روسيا حذرت من أن العمل على استصدار القرار سريعًا من مجلس الامن يعني الحكم عليه بالفشل. ودعت الجامعة العربية الثلاثاء الاممالمتحدة الى الخروج عن صمتها لوقف «آلة القتل» للنظام السوري، الا ان دمشق وحليفها السوري لا يبدوان مستعدين للخضوع لضغوط الدول الغربية في مجلس الامن. واستمع مندوبو الدول ردّ رئيس الوزراء القطري على مندوبي سوريا وروسيا بجلسة مجلس الأمن بقوله: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل صادق وصريح وما كان يريد شاهد زور، والمراقبون يشهدون قتل المدنيين فقرّر سحب مراقبي بلاده ونحن كذلك، والملك عبدالله يحمل هموم الأمة العربية، ويقدّمها على همومه. ال15 الاعضاء في مجلس الامن من بينهم وزراء خارجية عدد من البلدان، الى ممثل الجامعة العربية رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يدعوهم الى انهاء «آلة القتل» التي ادت الى الى سقوط اكثر من 5 آلاف قتيل منذ مارس الماضي بحسب الاممالمتحدة، وذلك من خلال تبنّي مشروع قرار في هذا الشأن. واكد ابن جاسم الذي يرأس لجنة الجامعة العربية بشأن الازمة السورية ان الجامعة العربية لا تطلب تدخُّلا عسكريًا ولا تسعى الى تغيير النظام الا انها تطالب بضغوط اقتصادية. وقال ان «جهودنا ومبادراتنا ذهبت ادراج الرياح» اذ لم تبذل الحكومة السورية اي جهد للتعاون مع جهودنا «ولم يكن لديها حل سوى قتل شعبها».وردّ رئيس الوزراء القطري على مندوبي سوريا وروسيا بجلسة مجلس الأمن بقوله: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل صادق وصريح وما كان يريد شاهد زور والمراقبون يشهدون قتل المدنيين فقرر سحب مراقبي بلاده ونحن كذلك، والملك عبدالله يحمل هموم الأمة العربية ويقدّمها على همومه. واضاف «آلة القتل لا تزال تعمل والعنف يستشري في كل مكان». كذلك تحدّث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الجلسة مؤكدًا ان سعي الجامعة الى الحصول على دعم مجلس الامن للتوجّه العربي «لا ان يحل محل الجامعة». واشار العربي الى ان الهدف الاساسي لتحرّك الجامعة العربية هو الوقف الفوري لما يتعرّض له المدنيون السوريون وتحقيق مطالبهم بالتداول السلمي للسلطة وتجنب التدخُّل الخارجي.ورفض السفير السوري في الاممالمتحدةبشار الجعفري مشروع القرار العربي متهمًا الجامعة العربية بأنها «تلتقي مع المخططات غير العربية الهادفة لتدمير سوريا». ورأى ان في مشروع القرار المقدّم الى مجلس الامن «التفافًا على نجاح مهمة» المراقبين العرب في سوريا. وطالب كل من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيريها الفرنسي الان جوبيه والبريطاني وليام هيغ من اعضاء مجلس الامن ال15 بتبني قرار يدين القمع في سوريا ودعوا الى انتقال سلمي للسلطة في دمشق. واكدت كلينتون خلال جلسة لمجلس الامن الدولي ان عدم تحرّك مجلس الامن الدولي بسرعة لحل الوضع في سوريا سيضعف «مصداقية الاممالمتحدة». وقالت «حان الوقت كي تضع الاسرة الدولية خلافاتها جانبًا وترسل رسالة دعم واضحة للشعب السوري». من جهته قال جوبيه: «اليوم نجتمع كي ننهي الصمت المخزي لهذا المجلس»، مضيفًا «نجتمع اليوم كي يتولى مجلس الامن مسؤولياته امام شعب يعاني». واوضح «من واجبه ان يتخذ قرارًا حول حالات خطيرة كما هو الحال في سوريا (...) بأن يتبنى سريعًا وبدعم كبير مشروع القرار» الذي يدافع عنه الاوروبيون والدول العربية ولكن تعرقله حتى الآن روسيا والصين.من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: «علينا ان نكون موحّدين في دعم خطة الجامعة العربية وهو ما اطالب به على الفور من جميع اعضاء المجلس للقيام به هذا الاسبوع». واضاف: «عدم القيام بذلك سيكون بمثابة اضعاف هذه المؤسسة، خيانة الشعب السوري، الاساءة للجامعة العربية والعجز عن تولي المسؤوليات الملقاة على عاتقها».