دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين الاممالمتحدة الى التحرك لوقف العنف في سوريا، وذلك عشية اجتماع لمجلس الامن الدولي ستشارك فيه الى جانب عدد من نظرائها. وقالت كلينتون في بيان ان "الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات تصاعد الهجمات العنيفة والدموية التي يشنها النظام السوري ضد شعبه"، مضيفة "على مجلس الامن ان يتحرك لافهام النظام السوري بوضوح ان المجتمع الدولي يعتبر هذا السلوك تهديدا للسلام والامن". واوضحت كلينتون انها ستتوجه الثلاثاء الى اجتماع مجلس الامن في نيويورك حيث سيجتمع العديد من وزراء الخارجية الغربيين بينهم الفرنسي الان جوبيه والبريطاني وليام هيغ. واعتبرت كلينتون ان على مجلس الامن "ان يوجه رسالة دعم واضحة للشعب السوري مفادها: نحن الى جانبك". وقالت ايضا "خلال الايام الاخيرة، شهدنا تكثيفا لعمليات قوات حفظ الامن السورية في كل انحاء البلاد، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين. لقد قصفت الحكومة مناطق مدنية بقذائف الهاون والدبابات ودمرت مباني بكاملها على سكانها". واضافت "ينبغي ان يتوقف العنف للبدء بعملية انتقال ديموقراطي". و قال البيت الأبيض الاثنين إنه يؤيد التوصل الى حل سياسي يضع حدا للعنف في سوريا وذلك بعدما قالت وزارة الخارجية الروسية إن سوريا وافقت على المشاركة في مفاوضات بوساطة روسية بشأن الأزمة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحفيين إن الرئيس السوري بشار الاسد فقد السيطرة على البلاد وسيسقط نظامه. فيما اكدت روسيا مجددا الاثنين معارضتها لمشروع القرار الجديد في الاممالمتحدة حول سوريا والذي اقترحه الاوروبيون والدول العربية، مستبعدة اي تفاوض حول هذا النص "غير المقبول". وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة انترفاكس ان "روسيا والصين صوتتا ضد مشروع القرار الذي اقترحه زملاؤنا الغربيون في تشرين الاول/اكتوبر والذي كان يتضمن تصورا غير مقبول لتسوية. والمشروع الغربي الحالي ليس بعيدا عن صيغة تشرين الاول/اكتوبر ولا يمكننا بالتأكيد دعمه". وتابع "تضم المسودة طلبا للدول الاعضاء كافة بوقف تزويد سوريا بالاسلحة" وتدارك "لكنه لا يرسم خطا واضحا بين تهريب الاسلحة الذي يقوم به عدد من الدول لدعم القوى المتطرفة في سوريا والعلاقات المشروعة العسكرية التقنية مع هذا البلد". واضاف ان "هذا النص غير متوازن (...) ويترك اولا الباب مفتوحا امام تدخل في الشؤون السورية". وتابع نائب وزير الخارجية الروسي "هذا ليس جزءا من ممارستنا السياسية للتفاوض حول المسائل المبدئية"، معلقا بذلك على معلومات لوسائل اعلام غربية مفادها ان روسيا قد تمتنع اثناء التصويت في الاممالمتحدة اذا اخذت مطالبها بتعديل مشروع القرار هذا في الاعتبار. وجاء الموقف الروسي قبل يوم من الموعد المقرر لإطلاع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن على أحدث التطورات لحشد التأييد لخطة الجامعة العربية لإنهاء العنف الذي تشهده سوريا منذ عشرة أشهر والذي سقط خلاله اكثر من خمسة آلاف قتيل. وتريد بريطانيا وفرنسا أن يصوت مجلس الأمن الأسبوع المقبل على مسودة قرار تؤيد دعوة الخطة العربية الأسد إلى التنحي. ويقول العربي إنه يأمل التغلب على المقاومة التي تبديها كل من الصين وروسيا. وسوريا هي أقوى موطئ قدم لروسيا في الشرق الأوسط. وهي مشتر رئيسي للأسلحة الروسية كما تستضيف منشأة صيانة بحرية على ساحلها المطل على البحر المتوسط وهي القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في الخارج. من جانبه سيلقي وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه كلمة أمام مجلس الأمن في نيويورك اليوم في محاولة لدفع قرار لجامعة الدول العربية بشأن انتقال سياسي في سوريا. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية امس "سيكون الوزير في نيويورك غدا - اليوم - لاقناع مجلس الأمن بالنهوض بمسؤولياته في الوقت الذي تتفاقم فيه الجرائم ضد الانسانية في المنطقة." وغادر نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية متوجها إلى نيويورك الأحد حيث سيطلع أعضاء مجلس الأمن على أحدث التطورات اليوم سعيا لكسب الدعم للمبادرة العربية.