فيما شدد وزير الخارجية، عادل الجبير، امس، على حق المملكة بالرد على العدوان الإيراني، وأدان اختراق نظام طهران الصارخ للقوانين الدولية، قال دبلوماسيون: «إن سفراء الاتحاد الأوروبي ناقشوا الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على إيران بعد مقترح بريطاني وفرنسي وألماني، خلال اجتماع وزراء الخارجية الشهر المقبل». ووفقا لوثيقة سرية اطلعت عليها «رويترز» فقد اقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عقوبات جديدة من التكتل على إيران بسبب صواريخها الباليستية ودورها في الحرب في سوريا في مسعى لإقناع واشنطن بألا تنسحب من الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران عام 2015. ومن جانبه، قال الجبير: «إن موقف المملكة واضح جداً فيما يتعلق بالصواريخ البالستية الإيرانية التي اطلقها الحوثيون من الأراضي اليمنية من قبل عناصر إيرانية ومن ميليشيا (حزب الله) اللبنانية باتجاه السعودية، ما يعتبر اختراقا صارخا للقوانين الدولية ويعد عملا عدوانيا». حق الرد وفي تصريح من نيويورك، بثته وزارة الخارجية عبر حسابها ب«تويتر»، أضاف الجبير: «كما ذكر الناطق الرسمي باسم التحالف؛ المملكة لها الحق في الرد على العدوان الإيراني في الوقت المناسب وبالشكل المناسب». كما كشف أن إجمالي الصواريخ الحوثية التي استهدفت أراضي السعودية بلغ حتى الآن 104 صواريخ. وذكّر وزير الخارجية، بأن المملكة عثرت على صواريخ بالستية إيرانية في اليمن تم تهريبها من إيران إلى الميليشيات الحوثية، ولكن تم اعتراضها وقدمناها للعالم وكذلك للدول الصديقة والحليفة من أجل التأكد أنها صواريخ إيرانية. واستهجن الجبير إنكار نظام إيران دعمه للحوثيين بالصواريخ البالستية، وادعاء النظام أنه لا ينتهك القوانين الدولية المتعلقة بالصواريخ البالستية وتسليمها لجماعات إرهابية، وقال الجبير: «هذا إدعاء غير صحيح»، مضيفاً: «طهران تنتهك القرارات المتعلّقة بالصواريخ البالستية والقرار 2216 والبنود المتعلقة بعدم تزويد الميليشيات في اليمن بأسلحة». ضعف الميليشيات وعلى الصعيد اليمني، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، ان ميليشيا الحوثي في أضعف حالاتها، مع الانتصارات الواسعة التي حققتها قوات الشرعية بمساندة من طيران التحالف العربي بقيادة المملكة في مختلف جبهات القتال. وبحسب «المشهد اليمني»، قال مجلي: «إن التقدم الذي أحرزه الجيش صوب العاصمة صنعاء أربك الميليشيات الانقلابية وأفقدها توازنها، رغم محاولتها استعادة بعض المواقع التي خسرتها سابقاً»، لافتا إلى انتصارات جبهة نهم شرقي صنعاء، وتحرير عدة جبال استراتيجية وحاكمة. وأضاف أن قوات الجيش تتقدم نحو مديرية أرحب وقطبين وعمق العاصمة. وقال العميد مجلي: إن جبهة نهم من أهم المواجهات ضد الميليشيا الانقلابية، لقرب الجبهة من صنعاء وصعوبة تضاريسها وتفرعاتها، مؤكداً أن الحوثيين تكبدوا خسائرا واسعة من خلال الضربات المركزة لقوات الجيش الوطني والغارات المباشرة والمحددة لمقاتلات التحالف العربي. خسائر الانقلابيين وعلى الصعيد الميداني، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيا الحوثي الانقلابية، في وادي الزنوج ومحيط جبل الوعش، شمالي تعز. وتقدم الجيش تزامنا مع سيطرته على مواقع ومبان قرب تلة البطانية والكمبتين في محيط جبل الوعش، وسط خسائر فادحة في صفوف الميليشيا. وفي السياق ذاته؛ تصدى الجيش اليمني لهجوم شنته ميليشيا الحوثي الانقلابية في محيط القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات. وتمكن افراد الجيش من التصدي للهجوم بعد مواجهات عنيفة، سقط على إثرها عشرات الحوثيين بين قتيل وجريح، فيما لجأت الميليشيا الانقلابية إلى استهداف الأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة. قتلى الحوثيين في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين اللواء الرابع مشاة جبلي وميليشيا الانقلاب بمديرية حيفان. وشن الجيش هجوما عنيفا على مواقع للحوثيين في العبلية والصلة بمديرية حيفان جنوب محافظة تعز. ولقي قائد ميداني حوثي مصرعه أمس الأول، وأصيب العشرات من مرافقيه بنيران الجيش الوطني بمحافظة لحج. وقالت مصادر ميدانية: «إن قائد الميليشيات الانقلابية في مديرية القبطية المدعو جلال الأقعش، لقي مصرعه الثلاثاء، في معارك عنيفة مع الجيش الوطني الذي يخوض معارك عنيفة لتحرير المديرية من بقايا الحوثيين». ويأتي هذا بالتزامن مع مواصلة قوات الجيش الوطني تقدمها نحو منطقة الراهدة في محافظة تعز، بعد تحريرها منطقة الشريجة بمساندة التحالف العربي بقيادة المملكة، التي جرى تطهيرها بالكامل مطلع الأسبوع الحالي. وتهدف المعارك لتحرير منطقة الراهدة والوصول إلى مثلث الحوبان الذي سيقطع إمدادات ميليشيا الحوثي القادمة من محافظة إب، ويساعد في استكمال تطهير الأطراف الشرقية للمحافظة.