** بعض مشاكلنا، تشبه إلى حد كبير المسلسلات الخليجية البعيدة عن الواقع، فالاثنان يعتمدان على الأكشن «المقزز» الذي يجعل من القصة زحمة، والشارع «فاضي» من المارة والمركبات، وحتى من الشجر والحجر. ** دراما فيها من دموع التماسيح، ومشاهد تفوح من رائحتها التمثيل المصطنع الذي يؤدي في نهاية المطاف لمأساة فيها الشيء الكثير من المشاكل دون حلول. ** حتى أن المتلقي حفظ عن ظهر قلب السيناريو المطروح في كل حلقة وكل مسلسل، فالبداية كما النهاية بؤس ودموع، وبعد عن الواقع، فالطرح يحتاج لطرح في عملية حسابية عادة ما يكون الناتج صفرا. ** تبدأ القصة وتنتهي وكل الأحداث تدور حول نفسها، أشبه بدوار السفينة في كورنيش الدمام، فاللفة طويلة والمكان واحد. ** كثير من الملفات في ساحتنا تفتح وتغلق دون استفادة لا من التجربة ولا من الدروس والأخطاء، بل إن الخبرة التراكمية عادة ما ينتابها نكوص، وأعني العودة إلى الوراء، بدل التقدم إلى الأمام. ** ما زلنا نتعامل مع قضايانا في عصر السرعة، تماما كما كنا نتعامل معها في زمن الطيبين، بل غرقنا أكثر في مصطلحات عفّى عليها الزمن، خصوصا فيما يخص الجوانب النفسية التي كانت العمود الفقري في الماضي، ونسعى لتطبيقها في الزمن الحالي، فكل منا يجب أن يعرف ما له من واجبات وما عليه من حقوق. ** هذه الدراما ما زالت مسيطرة على عقليات الحاضر رغم أنها جزء من الماضي يصلح أكثر في محطة التراث التاريخي، وليس في زمن العولمة. ** للأسف السواد الأعظم في الإعلام ما زالوا يعيشون في ذلك الزمن، لذلك نجد أن تشخيصهم للأحداث، هو نفس التشخيص في زمن (الهواة). ** بصراحة، أكثر الحالة النقدية تحتاج نفسها لنقد، بل لجلد الذات والقلم والصوت، لأننا لم ننتقل من مرحلة لمرحلة، بل حملنا الماضي بكل عيوبه لحاضرنا ومستقبلنا. ** ما بين المسلسلات الخليجية وحياتنا اليومية علاقة وطيدة في البعد عن الواقع، وعدم فهم المتغيرات..!!