يطل مسلسل «زمن العار» في زمن المسلسلات الرمضانية ليشكل علامة فارقة بين كافة المسلسلات المعروضة على الفضائيات العربية إن من حيث القصة المقدمة أو من حيث إدارة الممثلين وأدائهم. المسلسل السوري «زمن العار» الذي يشذ عن القاعدة الدرامية السورية ألا وهي «قاعدة الحارات» يعالج قضايا الإنسان السوري التي هي في الوقت نفسه قضايا الإنسان العربي؛ من الحب إلى العائلة مرورا بالعلاقات في العمل ثم الحقد والكراهية، التعاون الأسري، وانتهاء بالتداخل الطبقي. معالجة واقعية صادقة لمجتمع يشبه كل المجتمعات، فمؤلف المسلسل محمد العاصي لا يستحي بمجتمعه، فلم يعمد إلى تجميله كما في كثير من المسلسلات السورية، بل كان مرآة مبدعة لواقع صادق. فيما الإبداع الآخر يطل عبر الإخراج الذي وقعته رشا شربتجي، فكان توزيع الأدوار رائعا وفيه الكثير من الجرأة، فالقبعة ترفع لمخرجة تسند للفنان الكبير بسام كوسا دورا مميزا لكنه صغير نسبة لباقي الممثلين، وإن كان دورا مؤثرا في الحكاية، فيما المراهنة على سلاف معمار التي تلعب دور «بثينة» شكل «ضربة معلم» فقدمت شربتجي نجمة شباك جديدة للدراما السورية. «زمن العار» الذي تعرضه «روتانا خليجية» إضافة لعدة فضائيات عربية، يشكل تطورا كبيرا في الدراما السورية، إن لم يكن نقطة بداية لمرحلة جديدة تخرج هذه الدراما وجمهورها من الحارات القديمة الضيقة إلى أفق أوسع ألا وهو الإنسان، وبالتالي تتحول الدراما السورية من دراما لافتة بعبقها التراثي إلى دراما عالمية بعمقها الإنساني. قوة «زمن العار» أنه مسلسل لا يراهن على بطل قد يسقط بحدث ما في الحكاية أو يستبعد بسبب مزاج مخرج أو منتج، إنه مسلسل الكل فيه يلعب دور البطولة من بسام كوسا إلى سلاف معمار مرورا بنادين تحسين بك إلى تيم حسن، الذي يتميز بشكل رائع وانتهاء بالنجم القدير خالد تاجا ومعه مكسيم خليل. «زمن العار» إبداع سوري وسط زحمة الحارات وشعاراتها التي طالما أتعبتنا منذ عشرات السنين.