ارتفعت أسعار النفط، أمس، بدعم المخاوف من أن تؤدي التوترات في الشرق الأوسط إلى تعطل إمدادات. وتلقت الأسواق العالمية، بما في ذلك العقود الآجلة للنفط، دعما من الآمال بأن محادثات غير معلنة بين الولاياتالمتحدةوالصين ستمنع حربا تجارية تلوح في الأفق بين أكبر اقتصادين في العالم. وبحلول الساعة 06:02 بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 14 سنتا بما يعادل 0.2% إلى 65.69 دولار للبرميل مقارنة مع الإغلاق السابق. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ثمانية سنتات أو 0.1% إلى 70.20 دولار للبرميل. وقال جيمس ميك العضو المنتدب ومدير محفظة الطاقة لدى تورتيس لإدارة الأصول «تنامي التوترات الجيوسياسية يدفع أسعار النفط للارتفاع». وبدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومجموعة من المنتجين من خارج المنظمة تقودهم روسيا كبح الإنتاج في 2017 بهدف دعم الأسعار، ومن المقرر أن يستمر الاتفاق حتى نهاية 2018. وفي السياق ذاته، يأتي إطلاق الصين عقودا نفطية آجلة مقومة باليوان تتويجا لجهود بذلتها بورصة شنغهاي للعقود الآجلة على مدى عشر سنوات بهدف منح أكبر مستهلك للطاقة في العالم مزيدا من النفوذ في تسعير الخام المبيع لآسيا. وقالت البورصة: إنها حددت سعرا افتتاحيا لعقودها النفطية الآجلة لشهر أقرب استحقاق التي أطلقتها أمس الأول (الاثنين) عند 416 يوانا (65.80 دولار) للبرميل. في غضون ذلك، يبدو المشهد الجيوسياسي مروّعاً بشكل متزايد بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بقيمة 50 مليار دولار على السلع صينية الصنع. وسارعت الصين للرد باستهداف 3 مليارات دولار من الصادرات الأمريكية، وتنظر في اتخاذ تدابير انتقامية إضافية. وسرعان ما استجابت السوق لهذه المتغيرات فتراجعت أسعار الأسهم بشكل حاد، بينما تلقى الين الياباني دفعة نتيجة لانخفاض مراكز البيع على المكشوف. ولعبت هذه التطورات دوراً كبيراً في دعم أسعار الذهب مع تغطية قصيرة عقب الزيادة الحذرة لأسعار الفائدة الأمريكية، مما وفر دفعة إضافية للأسعار. وبات المشهد المستقبلي لسوق الذهب أكثر وضوحاً إثر عودته مجدداً إلى منطقة قوبل فيها المعدن الأصفر بالرفض في مناسبات عديدة على مدى السنوات الأربع الماضية. وتوقع أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع لدى (ساكسو بنك) أن تكون عمليات التغطية القصيرة قبل ارتفاع أسعار فائدة الاحتياطي الفيدرالي قد انطلقت في مسارها، بحيث أصبح الشراء الجديد مطلوباً في السوق لاكتساب الزخم اللازم لاجتياز عتبة 1375 دولارا للأونصة. وأضاف هانسن «لسنا بحاجة لإعادة التأكيد على توقعاتنا الإيجابية وسط توقعات بتدهور فئات الأصول الأخرى. وما زال الدعم الرئيس عند 1300 دولار للأونصة، بينما يمكن أن يشير اختراق عتبة 1375 دولارا للأونصة إلى امتداد نحو 1475 دولارا للأونصة».