الكثير من الأسماء في التاريخ القديم والحديث بقيت خالدة في أذهان الناس وتضرب بها الأمثال على مر العصور لأفعال كبيرة قامت بها جعلت منهم حديث الأجيال المتعاقبة.. وهنا في بلدة القديح المفعمة برائحة الماضي وعبق الحاضر حيث تمتزج فيها النخوة والشهامة والطيبة والحمية برز اسم (شهاب) كعائلة ولكن في الحقيقة كان هذا الاسم يتمحور في شخصية عصامية من الدرجة الأولى ألا وهو عبدرب الرسول شهاب الذي كان العمود الفقري لهذه العائلة وربانها الذي أخذ بها إلى الوجاهة والريادة طوال الأربعين سنة الماضية.. عندما نتكلم عن هذه الشخصية فإننا نقف حائرين من أين نبدأ وكيف نصف حيث إننا أمام رجل مكافح من الدرجة الأولى بدأ حياته بين البحر والبر والنخيل من عمر صغير حاملا على أكتافه حملا كبيرا من الأعمال الشاقة والعصيبة متنقلا بينها بكل قوة وإرادة فكانت النواة الأولى لتاريخ مليء بالكفاح والنجاح.. لم تمض إلا سنوات بسيطة حتى كان شهاب اسما بارزا في القديح وكل المنطقة حيث استطاع أن ينشئ منظومة من الأعمال والمشاريع الناجحة والفريدة رغم كل الصعاب والتحديات والمخاطر إلا أن ثقته في نفسه ورؤيته البعيدة المدى جعلته يتخطى كل الحواجز ليصبح رجل أعمال من الطراز الأول.. بعد كل هذه النجاحات وهذا الثراء إلا أن شهاب بقي الإنسان المتواضع حلو المعشر ودائم البسمة وصاحب النكتة الجميلة المحب للخير والعطاء ودائم التواصل مع أهله ومجتمعه في أحزانهم وأفراحهم لا يفرق بين فقيرهم وغنيهم وصغيرهم وكبيرهم ولا يسع الحديث هنا لعدد كبير من القضايا التي كان فيها هو البلسم لكثير من جراحات وآلام من قصدوه ليكون عونا لهم بكل ما يستطيع.. كان أبوحسن شهاب قلب القديح النابض حيث كانت في سلم أولوياته واهتماماته وكان من الداعمين لكل المبادرات التي تخدم الأهالي والمجتمع حيث كان أحد أبرز المؤسسين للمجلس الأهلي والمتصدي الأول لقضايا البلدة التنموية والتعليمية والصحية والرياضية والثقافية وكل ما يتعلق بحياة أهلها وهمومهم. ومع كل مشاغله وارتباطاته إلا أنه لم يقف عند حدود بلدته بل تعداها ليكون رمزا من رموز القطيف وأحد وجهائها البارزين واسما وطنيا بارزا حيث كان الوطن وأمنه والحفاظ على وحدته الوطنية بين جميع أطيافه السمة البارزة في خطاباته وكلامه حتى نال ثقة المسؤولين وتقديرهم.. لهذا، رحيل مثل هكذا رجل هو خسارة كبيرة جدا لا تعوض بسهولة فما كان يحمله من صفات مميزة جعلته رائدا وقائدا لكل محافل بلده وستجعله خالدا في تاريخ هذه البلدة الولادة للمبدعين في كل المجالات فهو فخرها الذي تفتخر به أمام الجميع وكم نأمل من الجيل الجديد دراسة هذه الشخصية العصامية جيدا واستخلاص الدروس منها ليكونوا قادة المستقبل.. فرحم الله فقيد القديح والوطن الحاج عبدرب الرسول شهاب برحمته الواسعة.. وكل الأجر والعزاء لأهله ومحبيه ولقديحه وقطيفه ووطنه.. وإنا لله وإنا إليه راجعون