وافق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني على ان تحمل صالة القديح اسم (صالة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الوطنية). بعد ان رفع أهالي مدينة القديح طلباً بذلك لسموه. وقد نقل موافقة سمو ولي العهد على ذلك مدير الشئون الخاصة لسمو ولي العهد معالي الشيخ إبراهيم الطاسان، خلال زيارته التفقدية للصالة مساء أمس، بمناسبة اكتمالها وقرب افتتاحها، حيث تبرع سمو ولي العهد بكامل تكلفتها. وقال معاليه ل (اليوم): (لقد سعدت بالطريقة التي نفذت بها هذه الصالة، والمرافق الخاصة التابعة لها، وإن شاء الله تحقق الغرض منها، وهو خدمة القطيف وقراها، والقائمون عليها إن شاء الله فيهم الخير). وأضاف معاليه: (ان هذه القاعة كما هو معلوم أمر بإنشائها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على نفقته الخاصة، وكان سموه يتابع مراحل إنشائها خطوة بخطوة، وهو الذي اختار الموقع الذي ستقام عليه، بحيث تتوسط محافظة القطيف، لتخدم جميع مدنها وقراها، ونتمنى لها كل التوفيق بإذن الله). وقد تجول الطاسان على كافة مرافق الصالة، وأبدى إعجابه بما شاهده. المشروع وتبلغ المساحة الإجمالية للأرض المخصصة للصالة قرابة 20 ألف متر مربع, في حين تصل مساحة البناء إلى 500ر10 متر مربع.. وبلغت تكلفة إنشائها أكثر من 17 مليون ريال، وبلغت مدة البناء 20 شهراً، وقد تم تقسيم الصالة إلى عدة أقسام، فهناك (قسم الرجال)، الذي يضم مدخل الرجال, قاعة على مساحة 934.67 متر مربع, وقاعة طعام على مساحة 500 متر مربع, تطل على مساحة مفتوحة خضراء بمساحة 184.90 متر مربع، بالإضافة إلى حمامات ومغاسل على مساحة 164.63 متر مربع. اما القسم الخاص بالنساء فيضم قاعة على مساحة 934.67 متر مربع, وقاعة طعام بمساحة 500 متر مربع, تطل أيضاً على مساحة خضراء مفتوحة مساحتها 148.90 متر مربع, إضافة إلى الحمامات والمغاسل على مساحة 164.63 متر مربع. ويوجد بالصالة أيضا جناحان, تم تخصصيهما للعريس والعروس بمساحة 268.38 متر مربع. ومطبخ بكامل خدماته بمساحة 618.16 متر مربع. وهناك الجزء الخاص بإدارة الصالة، ويضم مكاتب إدارية, مكتب استقبال, عيادة للإسعافات الأولية, غرفة الاجتماعات, وكلها في موقع بالصالة على مساحة 300 متر مربع. بالإضافة إلى مواقف السيارات التي تتسع لأكثر من 150 سيارة، وهناك المسطحات الخضراء التي تصل مساحتها إلى أكثر من 6 آلاف متر مربع. وقال المهندس محمد طاهر السيد ناصر مدير إدارة المشاريع ببلدية محافظة القطيف "الصالة مشروع استثماري خيري, يخدم أهالي محافظة القطيف, ويعود ريع المشروع لصالح الأعمال الخيرية التي تنفذها جمعية مضر الخيرية، خصوصاً المساهمة في توفير نفقات العلاج للمصابين في حريق القديح، الذين يصل عددهم إلى 20 مصاباً، ما زالوا يتلقون العلاج في مستشفيات داخل وخارج المملكة. تحفة معمارية من جهته قال جاسم قواحمد (المصمم والمنفذ للمشروع) ان الصالة قد صممت بطريقة تتلاءم وعاداتنا الدينية والاجتماعية, روعيت فيها المساحة الكبيرة كي تستقبل اكبر عدد من المدعوين, كما أنها في موقع يتيح استقبال أكبر وأفخم الأعراس, وهي بحق تحفة معمارية تضاف لمجموعة التحف الأخرى في المنطقة. وقال قواحمد ان جوانب السلامة والأمن روعيت في تصميم الصالة, فهناك مداخل ومخارج متعددة, من بينها بعض مخارج الطوارئ. وقال المهندس محمد طاهر انه تم تشكيل إدارة إشرافية وأخرى تشغيلية للصالة، كما تم تشكيل إدارة نسائية للصالة.. مشيراً إلى ان الصالة جاهزة الآن للتشغيل، وقد تم بالفعل حجز الصالة لإقامة حفلات الأعراس فيها، وسيقام أولها في الخامس عشر من شهر شعبان الجاري.. وذكر ان الصالة مجهزة لإقامة عرسين في وقت واحد، بعد إقامة حاجز فاصل في قاعة الطعام الرئيسية، التي تتسع لأكثر من 1000 شخص. قلب حان وقد نوه الإعلامي الزميل محمد رضا نصر الله بمكرمة سمو ولي العهد، وقال ل (اليوم): هذا الانجاز المعماري الخيري المتميز هو هدية كريمة من قلب حانٍ استجاب لمأساة أهل القديح حينما حلت بهم كارثة الحريق المعروفة، فكان سمو ولي العهد متجاوباً مع كل تفاصيل هذا الحدث المؤلم، وأنا ما أزال في ذلك الوقت أداوم بشكل ليلي وشباب جمعية مضر متابعين ذلك المصاب ومتواصلين مع القيادة حتى انجلت الغمة عن هذه الاستجابة الأبوية الكريمة لمطالب الأهالي، وقد كان لي شرف صياغة خطاب موجه إلى سموه الكريم. وأضاف نصر الله: والحق أننا سعدنا بهذه الاستجابة الفورية، بهذا الشكل، فقد اهتم سمو ولي العهد بهذا المشروع الخيري المتمثل في هذه الصالة الجميلة، وكان دائم السؤال عن تطور العمل فيها حتى في زيارته الأخيرة لمحافظة القطيف مع ما يحمل هذا الرجل من هموم الأمة الجسام. وقد وجدته حفظه الله يسألني عن تفاصيل في هذا المشروع رغبة منه لكي تكون هذه المنشأة ذات خدمة اجتماعية خيرية يستفيد منها أبناء القطيف جميعاً. وقال نصر الله: لاشك فإن أهالي القديح كانوا بركة في إنشاء هذا المشروع بحماس شبابهم الذين تابعوه حتى وصل إلى هذا المستوى مع الجهة المنفذة وإنني أغتنم هذه الفرصة لأؤكد حبي لمسقط رأسي الذي يمتد على امتداد القطيف من سيهات إلى صفوى ومن تاروت إلى الأوجام مروراً بالعوامية والقديح والجش وأم الحمام وكل بقعة في هذه المحافظة الجميلة، وأرجو ألا يزايد أحد على حبي لأبناء القديح. أياد كريمة وقد ثمن أهالي مدينة القديح هذه المكرمة الطيبة التي تفضل بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عليهم بها والتي تجسدت في تبرع سموه السخي بمشروع الصالة ومنحه لأهالي القديح. وعبر عدد من الشخصيات فيها عن عميق امتنانهم ليد سموه السخية. شخصية نبيلة وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية مضر الخيرية بالقديح جعفر أحمد آل سلام أن مشروع الصالة الذي تفضل به سمو ولي العهد على أهالي القديح يعد واحداً من أيادي عطاء كثيرة شمل به سموه الأهالي، وهي عطاءات مستمدة من شخصية سموه النبيلة التي عُرف بها واشتهر بمميزاتها المتعددة. وقال آل سلام: نحن في القديح وجدنا المواساة الحقيقة من لدن قيادة المملكة واضحة وجلية وفاعلة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وكذلك من سمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني، وسمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائب أمير المنطقة الشرقية، حفظهم الله جميعاً. ثم أتت مكرمة إضافية من لدن سمو ولي العهد تمثلت في هذا المشروع الذي نحن نبدأ العمل فيه اليوم، فجزى الله سمو ولي العهد خير الجزاء عنا وأطال في عمره وأبقاه ذخراً لهذا الوطن العظيم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين. مسئولية حقيقية وقال الدكتور صالح بن علي الشرفاء استشاري طب الأطفال: (ما من شك في أن مكرمة سموه كان لها أثر كبير في تخفيف معاناة الأهالي التي ترتبت على نتائج كارثة الحريق. والحقيقة هي أن هذا المشروع لم يكن العمل الوحيد الذي خفف المعاناة، فهناك الكثير من الأعمال التي قدمها سموه للأهالي عند وقوع الكارثة، وحرص سموه كان واضحاً على تطويق النتائج السيئة التي تسبب بها الحريق. ولا ننسى الأدوار التي أداها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، في متابعة كل صغيرة من شئون الكارثة والحرص على راحة الأهالي ومعالجة الوضع بمسئولية حقيقية). نظرة بعيدة أما المهندس محمد طاهر آل ناصر فقال: (نثمن لسمو ولي العهد هذا العطاء السخي الذي تمثل في هذا المشروع الاستثماري الذي بلا شك سيعود بالنفع على المجتمع من عدة جهات). وأضاف المهندس آل طاهر: (ولا شك في أن لسموه نظرة بعيدة المدى حين تفضل بهذا التبرع السخي، فهو أراد أن يكون المشروع ذا عوائد ومنافع مستمرة للأهالي في القديح، خاصة المتضررين من حادثة الحريق المؤلمة. وهذا ما لا يمكن تجاهله في حق سموه، ولذلك فإننا لا نملك إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل لسموه الكريم). عمق الفكر وقال المقدم المتقاعد عبدالله الحصار: حقاً إنه مشروع ذو نفع مستمر يدل على عمق الفكر القيادي الذي يتمتع به سيدي سمو ولي العهد، ونبل النفس ورجاحة العقل، فقد أهدى سموه أبناءه هذا المشروع ليكون امتداداً لمكارمه السخية التي عم بها ربوع هذا الوطن، حفظه الله ورعاه. من جانبه عبر رجل الأعمال عبدرب الرسول حسن شهاب عن شكره وتقديره لمكرمة سمو ولي العهد، وسخائه النبيل الذي تمثل في هذا المشروع كما تمثل في صور متعددة أيضاً، خاصة في أثناء متابعة سموه لأحوال المواطنين المتضررين من حادثة الحريق قبل ثلاث سنوات. نتائج طيبة وقال الأستاذ أحمد حسن الناصر: بلا شك نحن في مشروع رمى سمو ولي العهد من خلاله إلى العديد من النتائج الطيبة على مدى المستقبل في العمل الخيري الذي تضطلع به جمعية مضر الخيرية بالقديح. وفيما أقدر فإن سموه الكريم رأى أن يمنح الأهالي عملاً نبيلاً ومفيداً تتجدد نتائجه وتتكرر منافعه على المجتمع بشكل عام وعلى أهالي القديح بشكل خاص. وهذه حكمة واضحة في شخصية سموه، فألف شكر لهذا الرجل الذي تتجلى فيه أمارات النظر الثاقب الذي تميز به المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وتميز أبناؤه من بعده. وأشار حسن علوي هاشم أبو الرحى إلى جانب رعاية الحاكم للمحكوم في هذه البلاد وحرص القيادة على تولي مسئوليتها بضمير إسلامي نبيل. وعلى رأس ذلك حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وقال أبو الرحى: هذا المشروع يدل بوضوح على تفاصيل كثيرة ذات علاقة بهذه القيمة الحضارية الإسلامية العظيمة، فسمو ولي العهد تفضل على الأهالي بهذا المشروع الاستثماري ليكون عوناً للأهالي على تنفيذ البرامج الخيرية في القديح بعد تخطيهم النتائج السريعة الناجمة عن كارثة الحريق. وفي هذه اللفتة عزاء مهم في المعاناة، خاصة أن المشروع جاء ليضاف إلى عدد كبير من الإجراءات والمبادرات التي خففت عن الأهالي الكثير من العناء، فشكراً لخادم الحرمين الشريفين على كل شيء تفضل به، وشكراً لسمو ولي العهد وشكراً لسمو النائب الثاني وشكراً لسمو أمير المنطقة الشرقية وشكراً لسمو نائبه وشكراً لهذا الوطن قيادة وشعباً. لفتة إنسانية كما عبر عدد من السيدات في القديح عن عميق امتنانهم لهذه المكرمة النبيلة، وأشارت الدكتورة سكينة الشيخ عن شكرها العميق لسمو ولي العهد على هذه اللفتة الإنسانية العميقة الأبعاد، على حد تعبيرها. وقالت الدكتورة الشيخ: ليس غريباً على قيادة هذه البلاد أن تمد يدها لأبنائها من أجل تحقق كل ما من شأنه تحقيق المزيد من المنجزات وتخفيف المعاناة الناجمة عن أي سبب من الأسباب. وأقرب دليل على ذلك هذا المشروع الذي يتم تشغيله اليوم ليكون رافداً من روافد العمل الخيري الذي تحرص هذه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على تفعيله في كل جانب من جوانب الحياة. أما أخصائية طب الأطفال الدكتورة رحمة بنت عبدالله الحصار فأشادت بالمكرمة وعبرت عن شكرها لسمو ولي العهد. ولخصت رأيها وموقفها من هذه المكرمة بقولها: "شكراً لسموكم يا عضيد المليك". وكذلك فعلت شقيقتها طبيبة الأسنان الدكتورة شروق الحصار التي حرصت على تسجيل مشاعرها إزاء المكرمة وقالت: لا جديد علينا كمواطنين، فكلما اتجهت عيوننا وجدنا مكارم القيادة منتشرة في كل بقعة من بقاع هذه البلاد الطاهرة.. فشكراً لله أن جعلنا تحت راية القيادة السعودية التاريخية. وعبرت الأستاذة هبة الحصار مديرة فرع معهد الحصان بالقديح عن مشاعرها بالمضمون نفسه وشكرت سمو ولي العهد على هذه اللفتة الوطنية السخية.