أدان مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس في بيان رئاسي، تعريض ميليشيا الحوثي حياة المدنيين في اليمن للخطر، فيما أشاد بخطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن التي أعلنها التحالف العربي بقيادة المملكة. كما دان كذلك الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي الإيرانية على السعودية. وندد البيان أيضا بتهديد الميليشيات للملاحة البحرية، داعياً إلى ضرورة تفتيش السفن القادمة لليمن لمنع تهريب السلاح. ودعا بيان مجلس الأمن أيضا الحوثيين إلى وقف تجنيد الأطفال. ضحايا مدنيون كما ندد مجلس الأمن في بيانه الرئاسي أيضا بمستوى العنف في اليمن، بما يشمل الهجمات بدون تمييز في مناطق مأهولة بكثافة، والأثر الذي يخلفه ذلك على المدنيين؛ ما تسبب بعدة ضحايا مدنيين وبأضرار بمواقع مدنية. وأوضح البيان أن مجلس الأمن يدعو كل الأطراف إلى احترام وحماية المدارس والمؤسسات الطبية والموظفين. وندد المجلس بالتدهور الكبير للوضع الإنساني في اليمن حيث هناك 22.2 مليون شخص بحاجة لمساعدة، أي «أكثر ب3.4 مليون مقارنة مع السنة الماضية»، حسب البيان. وتابع: «إن مجلس الأمن يعبّر عن قلقه الشديد إزاء التدهور المستمر للوضع الإنساني في اليمن والأثر الإنساني المدمر للنزاع على المدنيين». ويتطلب إصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن إجماع الدول الأعضاء. إدانة الهجمات وفي البيان الذي صدر أمس، دان المجلس بأشد العبارات الهجمات ب «القذائف التسيارية التي يشنها الحوثيون على المملكة العربية السعودية»، مبديا «قلقه بصفة خاصة من هجمتي نوفمبر وديسمبر 2017، اللتين جرى فيهما عمدا تعريض مناطق مدنية للخطر». واعترضت المملكة، في شهر ديسمبر الماضي، صاروخا باليستيا أطلقته ميليشيا الحوثي على الرياض. وقبل ذلك بشهرين، أطلقت الميليشيات صاروخا (أرض - أرض) على قرية الجرادية التابعة لمحافظة صامطة، بجازان. تهديد الملاحة وحول تهديد ميليشيا الحوثي للملاحة الدولية، ذكر مجلس الأمن، في بيانه، أنه ينظر بجدية فائقة إلى محاولات الحوثيين شن هجمات على الملاحة البحرية حول باب المندب، الممر الاستراتيجي للملاحة البحرية، مشددا على ضرورة استمرار ممارسة الحقوق والحريات المتصلة بحرية الملاحة في مضيق باب المندب وما حوله، وفقا لأحكام القانون الدولي ذات الصلة. وتابع: «ويدين مجلس الأمن استخدام الألغام البحرية من جانب جهات فاعلة من غير الدول، بما في ذلك قوات الحوثيين. ويعرب عن القلق البالغ من خطر انقلاب الألغام من مراسيها وانجرافها إلى ممرات النقل البحري الدولي، فتصبح بذلك خطرا على الملاحة التجارية البحرية وخطوط المواصلات البحرية». ترحيب المملكة من جانبه، رحب مندوب المملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي بالبيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن حول اليمن، مشيراً إلى أن البيان يعكس التزام المجلس بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع في اليمن بناء على المرجعيات الثلاث للحل. وقال المعلمي: «نرحب بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن ونؤمن بأن البيان يعكس التزام المجلس بإيجاد حل سياسي في اليمن بناء على المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى الأخص القرار 2216». وأضاف المعلمي: «البيان جدد أيضا إدانة المجلس للهجمات التي تعرضت لها السعودية من قبل الحوثيين بالصواريخ الباليستية التي زودتها بها إيران، كما جدد المجلس دعواته لجميع الدول باحترام الحظر على إرسال الأسلحة والذخائر للمتمردين الحوثيين، ورحب بالمنحة المقدمة من السعودية والإمارات بمبلغ مليار دولار لدعم عمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن». كما أكد المعلمي أن الانقلاب الذي نفذته ميليشيات الحوثي على الشرعية في اليمن كان السبب في سقوط العديد من الأطفال الأبرياء وفي المعاناة التي يتكبدها الشعب اليمني، مشيراً إلى أن التحالف العربي أطلق العديد من المبادرات الإنسانية بهدف تخفيف تلك المعاناة ودعم وإغاثة اليمنيين. اختطاف اليمن وقال السفير عبدالله المعلمي: «القتلى الأبرياء من الأطفال في اليمن والمعاناة التي يتكبدها اليمنيون، كان سببها المتمردون الحوثيون الذين اختطفوا البلد وسيطروا عنوة على مؤسسات الدولة، خارج إطار الشرعية، وحتى خارج الإطار الذي وافق عليه الحوثيون أنفسهم، وهذا هو سبب معاناة الشعب اليمني. وزاد: التحالف أطلق مبادرة إنسانية تتضمن العديد من الجوانب بالتعاون مع الأممالمتحدة، وذلك بهدف تخفيف معاناة اليمنيين في مختلف أنحاء البلاد. ونحن على ثقة من أن هذه المبادرة ستأتي بالعديد من الإيجابيات. امتنان الشرعية من جانبه، دعا مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة خالد اليماني المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين ليجلسوا إلى طاولة التفاوض. وقال اليماني: نعمل بجهد مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن. ونسأل المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين ليجلسوا إلى طاولة التفاوض لوضع أسس لبناء ثقة، مرحباً بمارتن غريفس مبعوثا خاصا إلى اليمن. وتابع: نحن ممتنون جداً لجهود مجلس الأمن واستصدار هذا البيان الرئاسي، خصوصا فيما يتعلّق بالشق الإنساني والدور المهم للسعودية في هذا الشأن في اليمن. حيث وصل الدعم السعودي إلى مليار دولار بالمساعدات الإنسانية إضافةً لوديعة بملياري دولار في البنك المركزي. وأبان: البيان يشكّل دعماً وإشادة لجهود الحكومة في وضع موازنة لأول مرة منذ عام.