هل أنت ممن يعاني من متاعب البحث عن الأشياء عند الحاجة إليها؟ وتتساءل أين وضعت المفاتيح؟، وأين الورقة التي سجلت فيها معلومات مهمة؟ وهل يرهقك ما تراه في البيت أو المكتب من أشياء مبعثرة هنا وهناك؟. إذا كان الجواب (نعم) فأنت بحاجة إلى علاج حاسم للفوضى في حياتك، وإذا كان الجواب (لا) فلا غنى عن معرفة طرق الوقاية من هذا الداء. تأكد أن الفوضى ليست دليل العبقرية بل هي من العادات السلبية التي علينا أن نتخلص منها سريعا، لنكتسب عادة الترتيب أو قل ثقافة الترتيب. ترتيب الأشياء مهارة أساسية تنعكس على كل مناحي الحياة ففيها صيانة للوقت حتى لا يهدر في بحث عقيم يصيبك بالقلق والارتباك طول اليوم، وقد تتأخر وتتعطل مصالحك وقد تضطر إلى شراء جديد لما تبحث عنه. ولا أغالى إذا قلت إن الترتيب قِيمة حضارِية، وفِطرة كونِية وسنة شرعِية. وهو ينتمي إلى قيم أساسية مثل العدل الذي يعني وضع الأشياء في مواضعها. وانظر إلى الكون سترى مثالا في غاية الترتيب والإحكام { وكُل فِي فلكٍ يسبحُون} سورة يس: (40) وبطبيعة الحال أنت لا يمكنك الترتيب إذا لم تكن تعلم كيف يتم الترتيب، ويمكنني أن أقدم لك بعض المقترحات التي تساعدك في ترتيب حياتك. 1- تجنب تكديس حياتك بمشتريات ليست ضرورية لك، فهذا يجعل تنظيمها أسهل كثيرا. وحاول تقنين هذه المشتريات وحصرها. ومن الإرشاد القرآني قوله تعالى: {والذِين إِذا أنفقُوا لم يُسرِفُوا ولم يقتُرُوا وكان بين ذلِك قواما} سورة الفرقان: (67). 2- قم بفرز ما لديك حسب أهميته، وأي غرض لا تتم الاستفادة منه هو مجرد فوضى زائدة في المنزل (كركبة)، وننصحك بالتبرع بالصالح منها إلى الجمعيات الخيرية من ملابس أو غيرها. وهناك خزائن مخصصة لهذا الغرض بالقرب من بعض المساجد. وعلمتنا الحكمة النبوية أن نجود بالزائد عن حاجتنا لمن هم أحوج إليه وفي الحديث: «من كان معهُ فضلُ ظهرٍ، فليعُد بِهِ على من لا ظهر لهُ، ومن كان لهُ فضل مِن زادٍ، فليعُد بِهِ على من لا زاد لهُ» رواه مسلم. 3- عين مكانا محددا لكل شيء، وأفضل علاج للفوضى هو وضع الأشياء في نفس الأماكن التي تُستخدم بها، واجعل ذلك عادة لك. 4- أعد الأشياء الذي استخدمتها الى أماكنها المحددة، حتى لا يزداد حجم العمل الذي عليك القيام به لاحقا وهذا سمت الشخص المنظم. ومن المهم أن تواظب على ذلك بشكل دوري خشية تفاقم الفوضى، وتعاون مع من يشاركك استخدام المكان من أقارب وأصدقاء، واهتم بإكساب طفلك مهارات الترتيب لأدواته وألعابه من سن مبكرة. تستطيع التعرف على تفاصيل دقيقة في كتاب (سحر الترتيب.. الفن اليابانى فى التنظيم وإزالة الفوضى- The Life-Changing Magic of Tidying) للخبيرة اليابانية ماري كوندو Mari Kondo. وعندما تبدأ ترتيب الأشياء في عالمك الشخصى ستنجح في ترتيب حياتك كلها داخلها وخارجها، يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي: ((من الخطأ الكبير أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك))!.