قال محللون وخبراء إن تعيين وزيرخارجية لأهم الدول المحورية في العالم سيعيد البوصلة لمسارها الصحيح وسيعجل بحل أزمات المنطقة التي طال أمدها وكثر فيها اللاعبون، وتعددت معها وتقاطعت المصالح. وعدوا في حديثهم ل«اليوم» تعليقا على إعفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوزيره ريكس تيلرسون، أن وجود وزير خارجية محنك وخبير مثل بومبيو سيؤدي إلى التسريع في حل الكثير من المشاكل والأزمات العالمية، لا سيما وأن الثقل الأمريكي في حل القضايا الدولية له الدور البارز والفعال. وقال المحلل السياسي والخبير الأمني أحمد الشهري: إن منصب وزير الخارجية الأمريكية يعد من أهم المناصب التي تلعب دوراً مهماً ومحورياً في السياسة الخارجية الأمريكية لدولة عظمى تتربع على قمة الدول الأقوى عالمياً عسكرياً واقتصاديا، وتعنى بما يحدث في العالم من أحداث ومشاكل بصفتها عضواً في مجلس الأمن الدولي ضمن الدول الخمس الكبرى الراعية للأمن والسلم العالميين، وبالتالي فإن وجود وزير خارجية محنك وخبير سيؤدي إلى التسريع بحل الكثير من المشاكل والأزمات العالمية لا سيما أن الثقل الأمريكي في حل القضايا الدولية له دور بارز وفعال. أضعفت الخلفية التجارية لتيلرسون أداءه السياسي، وبالتالي أضعفت دور الولاياتالمتحدهالأمريكية في تعاطيها مع أزمات الشرق الأوسط مثل أزمة اليمن وقطر وسوريا وليبيا وحزب الله والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة والاتفاق النووي الإيراني. ويوضح المحلل السياسي الشهري أن تيلرسون فشل في إدارة كل هذه الملفات والتعاطي معها، بل وأظهر كثيراً من الغموض والتحيز في بعضها. وزاد: لقد اتضح ذلك جلياً في تعاطي تيلرسون مع أزمة قطر وأزمة اليمن، حيث ظهر بمظهر الذي يردد المواعظ والخطب دون أن يطرح الحلول ويتجه بالأطراف لصناعة حلول. ويشير الشهري إلى أن هذا الضعف والانكفاء للسياسة الخارجية الأمريكية جعل السياسة الروسية والإيرانية تتغول في مشاكل المنطقة؛ مما انعكس سلباً على قرارات مجلس الأمن في التعاطي مع أزمات المنطقة وجعل الرئيس يقوم بدور وزير الخارجية في كثير من المناسبات. وقال: «أعتقد أن إقالة تيلرسون وإبعاده عن المشهد السياسي الدولي وإيجاد وزير من خلفية سياسية استخباراتية ذات رصيد معرفي بمشاكل العالم وإدارة اللعبة السياسية الدولية من شأن هذا التوافق بين الرئيس ترامب ووزير خارجيته أن يقدم زخماً سياسياً قوياً للدفع بالسياسة الأمريكية للواجهة من جديد، وتحجيم الدور الروسي الذي يسعى إلى إيجاد حلف جديد مع إيران والصين؛ لتعطيل سياسات الولاياتالمتحدة في المنطقة، وقد اتضح ذلك من خلال الفيتو الروسي الذي أصبح جاهزا لكل قرار تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية في مناكفة بدت واضحة للعلن ربما تدخل العالم في حرب باردة وسباق تسلح جديد». من جانبه، قال باحث سياسي ومستشار قانوني وعضو دائم في المنظمة العربية لحقوق الانسان: إن إقالة تيلرسون كانت متوقعة لأنه على خلاف بينه وبين الرئيس ترامب والتي ظهرت بشكل واضح على السطح، فكان متوقعا في أي وقت صدور قرار إقالته. وحول اختيار رئيس المخابرات لهذا المنصب أفاد لقد تم ذلك لأنه هو أحد الأشخاص الموالين للرئيس ترامب ويتفق معه في توجهاته، التي تصب في مصلحة الإدارة الأمريكية. وأمريكا بدورها كدولة رائدة في المنطقة سوف تدعم دول العالم بما يحقق المصالح المشتركة بين الجميع، هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية واتهامات الرئيس الأمريكي في وقت سابق، معتقداً أن الوقت حرج ويحتاج إلى توحيد الجهود بين الرئيس ووزارة الخارجية للخروج من هذا المأزق بطريقة سليمة. وفي السياق، أوضح الباحث السياسي أحمد ناشر أن إقالة تيلرسون ليست غريبة، وذلك لأن سياسة الرجل مكنت روسيا بوتين من أن تكون رقما صعبا في العراق وسوريا وليبيا، كما أن الحوار الكوري كان له أثره، كذلك يضاف لها ضعف التعاون مع أوروبا وهي الحليف، وكذلك الجيران كندا والمكسيك ودول أمريكا اللاتينية.