أوضح النحات فيصل النعمان أن أغلب منحوتاته عبارة عن قصص عاشها او شاهدها، مؤكدا على أن الفنان لا بد أن يملك فكرة يستطيع من خلالها السير إلى النهاية، حتى لو صادف أن أوحى الحجر بتضاريسه الطبيعية بفكرة مختلفة للفنان. وقال النعمان الذي شارك في «سمبوزيوم نقوش الخبر»: أحيانا ننساق لفكرة الحجر، خاصة تلك القطعة الطبيعية التي لم تتعرض للقص أو البرد، كونه يملك إيحاءات وتضاريس قد توحي لنا بأشكال معينة، لكن هذا لا يعني أنني قد أغير موقفي من فكرتي، ما يهم بالنسبة لي هو درجة الاستمتاع أثناء العمل. وعن بدايته مع النحت قال: عندما بدأت بالنحت كانت أشجار الزيتون أول من وثقت به وتمردت من خلاله على الفراغ، لكن يبقى الحجر المرحلة الأكثر نضجا بالنسبة لي، أما الخيال فما هو إلا بدء للمتعة التي تتولد مع صنع الفكرة بغض النظر عن المادة وإن كنت أميل للحجر. وأضاف: نحتاج في أعمالنا الفنية شيئا من الرمزية وعدم المباشرة في ايصال الفكرة، حيث إن الفنان لا يقبل بالأفكار الجاهزة التي لا تحفز الجمهور على الفضول وخلق الاسئلة، أنا أعول كثيرا على الجمهور أنه مستكشف ويحب مجابهة الجمال خاصة في ظل تفتح المملكة على الفنون والثقافة. وعن التمازج بين الفنون اشار النعمان لظهور ما يسمى «النحت المعاصر» وهو نوع من الامتزاج العشوائي بين مواد وأشكال متنافرة ومتباعدة، وقال: أنا لست ضد المعاصرة في الفن لكني ضد العشوائية والتكتل الفني الذي يشبه تخثر الدم حيث يصبح خطرا إذا انتقل من مكانه، فلا يمكن أن نسمي ما نراه في بعض الأعمال نحتا، فالنحت علاقة بين الكتلة والفراغ وليس تجميعا وخلطا بين عناصر بطريقة يصح لنا أن نسميها أعمالا مشغولة.