أكد النحات محمد الثقفي أنه من الضروري أن يتنازل الفنان عن عزلته أثناء عمله في مجال الإبداع؛ ليتيح للمتلقي فهم مراحل تكوين وإنشاء المنحوتات، وهذا ما سيجعله أكثر وعيًا وإدراكًا لقيمة القطعة باعتباره شاهدًا على نموها وتشكلها، مشيرًا إلى أن ذلك ايضا يساعد الفنان على فهم أفكار الناس المؤيدة والمخالفة، كما أن تنفيذ الأفكار وإنجاز التجربة في ملتقى يجمع نحاتين متعددي الخلفيات والرؤى يجعل الأمر أكثر حماسة وعمقًا. وذكر الثقفي الذي يشارك في «سمبوزيوم نقوش الخبر»، إحدى مبادرات نقوش الشرقية بتنظيم من مجلس المسؤولية الاجتماعية وبلدية الخبر وجمعية الثقافة والفنون في الدمام، ان البعض يحاول تحدي المادة أو الحجر أثناء قيامه بالنحت، مشيرًا إلى أن ذلك لا يخدم العمل الابداعي، وقال: لم أنحت يومًا بدافع التحدي؛ لأنني لست صانعًا، ولا يجب أن يكون الفنان كذلك، فمهمتنا أن ننشئ علاقة حب وعشق مع المادة حتى نستطيع أن نتبادل الحس أو بالأحرى حتى نسكب شيئا من الإنسانية فيها، فالأمر ليس عرض للعضلات على الطبيعة بقدر ما هو اكتشاف الطبيعة فكما يقول رودان «المنحوتة جاهزة وما عليك سوى ازاحة الغبار». وعن تأثر النحت بالحداثة وما بعدها قال: نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، وكل شيء تغير وتطور وتنامى ولا يمكن للفنان أن يكون بمعزل عن كل هذا ويقف بعيدًا، بل من المهم له أن يخوض التجريب؛ ليسهم في نضج تجربته واكتشافه أبعادًا اخرى وجديدة، وهذا ما ساهم في خلق ثورة فنية كبيرة وهي ما نعرفها الآن باسم الفنون البصرية التي تمتزج فيها فنون عدة كالخط العربي والرسم التشكيلي والنحت والضوء وغيره.