لم يفاجأني موقف إيران المخزي في مؤتمر إعمار العراق، والذي دعت إليه الكويت، كما لم يُفاجئ ذلك الموقف كل عليم أو مطّلع على نظام الملالي الإيراني. ذلك النظام الذي يعرف كيف يدمّر، لكنه يتجاهل كيف يعمر.. ففي مؤتمر الكويت، تسابقت دول العالم، وفي مقدّمتها المملكة والإمارات والكويت، على تقديم ما يمكن تقديمه لمساعدة العراق، لإعمار بلاده، بعد أن تمّ تدمير بنيته التحتية. كما سارعت بقية دول العالم المتحضرة إلى مد يد العون والتبرع بملايين الدولارات لهذا المشروع الإنساني. أما إيران التي عاثت في العراق فسادًا، ودمّرت اقتصاده، وقسّمت شعبه حسب طوائفه، ونهبت خيراته، وجعلته أسيرًا لها، وسلّحت ميليشياته لتدمّر ما تبقى من بنية تحتية، كي يبقى ضعيفًا محتاجًا، لا يقوى على التعامل معها الند للند، فهي الوحيدة التي هرب وزير خارجيتها قبل انتهاء جلساته، ليس لخجله من موقف بلاده، فهؤلاء لا يعرفون الخجل، بل لأن نظامه لا يعرف إلا الدمار، ولا يتمنى للعراق الخير والسلام. ولقد استمعت لعدد من البرامج، والتي بثتها قنوات غير عربية، وكان من بينها مَن وبّخ إيران، باعتبارها المجرم الأول الذي يستحق المحاكمة والعقاب. وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لم يكن راضيًا على جمع 30 مليار دولار من هذا المؤتمر، وقال: إنه مُحبَط لأن هذا المبلغ قليل، ولن يفيد العراق في إعادة إعماره. العراق بلد شقيق، وشعبه جزء لا يتجزأ من العالم العربي، بغض النظر عن الديانة أو المذهب، وهو اليوم في طريقه للعودة لأمته العربية، بعيدًا عن هذه الوصاية الفارسية. ولعل في هروب مجرمي الحرب الإيرانيين من المؤتمر قشة تكشف حقيقة نظام الملالي أمام كل الشرفاء العراقيين.. ولكم تحياتي.