حرص الإنسان منذ القدم على الاستفادة من جميع الموارد الطبيعية التي تمثل الثروة للبلدان، فقد استفاد الإنسان من الأنهار والرياح والمناجم... إلخ. وبعد الثورة الصناعية واعتماد الإنسان على الآلة وبذلك ازدادت أهمية الطاقة المشغلة لهذه الآلة، ومنذ البداية كان الاعتماد على الفحم الحجري وبعد اكتشاف النفط اعتمد العالم على هذا المورد المهم لإمداد الحياة بالطاقة. وبالرغم من أن النفط مازال هو المصدر الأول لإمداد العالم بالطاقة إلا أن هناك مصادر اخرى تمد البشرية بالطاقة، مثل الطاقة النووية، والطاقة المائية، ومن أهم مصادر الطاقة البديلة وأكثرها ملاءمة للبيئة تأتي الطاقة الشمسية التي لو استغلت بالشكل العلمي والاقتصادي لكفت جميع ما تحتاجه البشرية من الطاقة. ويقول العلماء إن ما يسقط على الأرض من الطاقة الشمسية يعادل أكثر من 8000 مرة ما تستهلكه البشرية من الطاقة التقليدية في وقتنا الحاضر، ومن هنا نستنتج أن الطاقة الشمسية تعتبر هي الطاقة الأكبر الموجودة على الأرض، ولا تضاهيها أي طاقة أخرى، ولكن المشكلة في الطاقة الشمسية تكمن في تكلفة تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية. وقد كانت هناك عدة محاولات في هذا المجال بدأت سنة 1839م على يد العالم الفرنسي إدمون بكوريل عندما حول ضوء الشمس إلى تيار كهربائي. وفي عام 1941م اخترع العالم الأمريكي رسل اوسل الخلية الشمسية المصنوعة من السليكون، ومنذ ذلك الوقت والدول المتقدمة تسعى جاهدة للوصول إلى تقنية معقولة التكلفة لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية بأسعار تكون تنافس أسعار الطاقة التقليدية. إن من حسن حظ الدول العربية والمملكة العربية السعودية خاصة أنها تقع في قلب الحزام الشمسي العالمي وبذلك تعتبر من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية، ونحتاج للاستفادة من هذه الثروة الشمسية إلى زيادة الاستثمار لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية تستفيد منها جميع الدول العربية بأسعار رخيصة تساعد على تقدمها الاقتصادي والاجتماعي.