أقبح وأبشع أنواع الاستبداد عندما ينتشر الجهل بين من يدعون العلم والمعرفة، فليس هناك دليل على اكتمال العلم أو الالمام بكل العلوم، ولذلك قال خالق الخلق «وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً». أمثال هؤلاء منتشرون للأسف في حياتنا وفي جميع القطاعات ليرفضوا التغيير ويحاربوه وإن كانوا يدعون العكس بالقول لا الفعل، فيتخذون الهجوم مبدأ لهم ومن ثم التشكيك ليثبتوا ان الأسلوب النمطي التقليدي القائم على سد فجوات الأداء، أي الانتقال من الوضع الحالي الى ما يفترض ان يكون عليه الحال هو أسلوب النجاح الآمن المعتمد على التكرار، فتنبثق هذه النزعة من الرغبة في التحسين وتطوير ما هو قديم وموجود بالفعل والعمل على الابتكار التحسيني. وهذا كان جيدا في مرحلة سابقة، لكن مع التطور السريع الذي نعيشه ومع طاقات الشباب الذين اصبحوا يمثلون 70% من المجتمع نحن بحاجه الى قادة تغيير من نفس الجيل او ممن يحملون عقول وأفكار هذا الجيل فيؤثروا ويطوروا في الوطن بأسلوب ابتكاري سريع يتماشى مع ما نعيشه في هذا الوقت، فكسر الطاقات لسد فجوات الفرص أي الانتقال من الوضع الحالي الى ما يمكن ان يكون عليه الحال هي هذه اجندة العمل المؤدية الابتكار الجذري واستشراف المستقبل، فشتان بين التعايش مع ما هو موجود والانتعاش بتحطيم القيود وإزالة الحدود. لذلك على قادة المؤسسات بجميع القطاعات ان يتسموا بالانفتاح ويتقبلوا التغيير ليفسحوا المجال للأفكار الجديدة والمبتكرة مهما كان منبعها من داخل المؤسسة او خارجها، لذلك كان شعار رؤيتنا العمل برؤية وطن، وهذا ما يحتاجه المجتمع. العمل بتكامل وتجانس بين الجهات والقطاعات والأجيال ايضاً لنحقق هذا الطموح والتمييز لمستقبل تنموي مستدام فلا مكان للتشكيك او التخاذل ولنطلق العنان لطموحاتنا لنسابق الزمن بخطى ثابته وقوية نحو التقدم والتمييز. لنمهد الطريق لجيل المستقبل ليعمروا هذا الوطن بطموحاتهم وابتكاراتهم لنكن عواناً لهم لا عليهم، لنصل الى القمر بطموح أبنائنا وعقول مبتكرينا ومبدعينا.