دعا علماء اليمن جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات المجتمعية وسائر أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الشرعية لاستكمال إسقاط الانقلاب الحوثي. وطالب العلماء، خلال المؤتمر الذي عقد في مأرب، اليوم، تحت شعار «معاً لدعم الشرعية»، أبناء اليمن إلى الابتعاد عن المشاريع الضيّقة والأفكار الهدّامة والعصبيات المناطقية والطائفية، وتجنب كل ما يفضي إلى الخلاف والتنازع. «دور التحالف» وأعرب المجتمعون عن شكرهم وتقديرهم للتحالف العربي بقيادة المملكة على دعمه للشرعية والشعب اليمني الذي جاء استجابة لنداء الشرعية ونتيجة الانقلاب المشؤوم، وطالبوا بمواصلة الجهد المبذول في جميع المجالات العسكرية والسياسية والإنسانية حتى يتم استعادة الدولة ومؤسساتها. بدوره، قال رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني اللواء محسن خصروف، خلال كلمته، إن الشعب اليمني بات مبتعدًا عن التعصب القبلي والمذهبي والمناطقي والعنصري. وأضاف أن النصر اليوم حليفنا، طالما وأن علمائنا يقفون إلى جانب الجيش الوطني وأبطاله في الصفوف الأولى للدفاع عن الدولة والشرعية والنظام الجمهوري، فإننا إلى النصر ماضون. «الحفاظ على الشرعية» وقال الشيخ أحمد المعلم، فى كلمة نيابة عن هيئة علماء اليمن: «يجب علينا جميعا المحافظة على الشرعية، والتحذير من خطورة المشاريع التي تستهدفها سواء كانت مناطقية أو عنصرية أو وجود تشكيلات سياسية وعسكرية أو مليشيا موازية للجيش الوطني خارجة عن إطار الشرعية». وأوضح أن كل الكيانات التي تستهدف الشرعية وحق اليمنيين في استعادة دولتهم الضامنة لحقوقهم وحرياتهم المشروعة دون تمييز، تمثل خطرًا على حضر اليمن ومستقبله ووجوده، كما تمثل أيضا طوق نجاة لمليشيا الحوثي المتمردة وتمكينا للمشروع التخريبي الإيراني في المنطقة. وتطرق «المعلم»، في كلمته، إلى أن الوضع الراهن الذي تمر به بلادنا، يتطلب منا جميعا الإسهام الفاعل في رفع معاناة الشعب وهزيمة الإنقلاب ودحره من يمن الإيمان والحكمة والفقه، والقيام بالواجب الشرعي لمساندة قيادة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية والتحالف العربي. ودعا «المعلم»، الجميع على المحافظة على روابط الأخوة والتآزر والتناصر والتسامح والتغافر والاجتماع على الكليات والمقاصد الشرعية التي لا خلاف عليها حتى يتحقق كل ذلك. وشددت هيئة علماء اليمن، في كلمتها، على وجوب العمل على هزيمة المشروع الإنقلابي واستعادة الدولة، مؤكدة أنه على جميع أبناء الشعب اليمني تحقيق ذلك كلا بحسب قدرته واستطاعته، والتأكيد على حرمة القتال في صفوف مليشيا الإنقلاب وحرمة مساندتها أو دعمها بأي نوع من أنواع الدعم. وأكدت الهيئة، أن المليشيا الحوثية التي خرجت على الدولة والمجتمع عملت على زرع الفتن والطائفية والمناطقية وتأجيج النزعات السلالية بين أبناء الشعب اليمني الواحد، كما عملت على تغيير المناهج الدراسية في المناطق التي ما زالت تحت سيطرتها، وغرست مفاهيم العدائية لدى الناشئة وعبأتهم بمفاهيم الكراهية والبغضاء، علاوة على أنها عملت على إنتاج جيل مفخخ بالأفكار السلالية والمناطقية والطائفية والعدوانية. «هزيمة الإنقلاب» وقالت هيئة علماء اليمن أن الشعب اليمني بات اليوم على وشك القضاء على هذا الإنقلاب المشؤوم واستعادة الدولة، مبينة أن النسبة الكبرى من الأراضي اليمنية أصبحت اليوم خاضعة لسلطة الشرعية وتجري حاليا الاستعدادات الكبيرة لاستكمال تحرير بقية المناطق. وأوضحت أن إنقلاب21 سبتمبر 2014م الذي قادته المليشيا الإنقلابية وحلفاؤها الانقلابيون يعد أعظم مصاب نزل باليمنيين في تاريخهم الحديث، فصادر الدولة المدنية واعتدى على كثير من المقدسات والحرمات، وسفك دماء أبناء الشعب اليمني وهدم بيوتهم وانتهاك كرامتهم وأمعن في إذلالهم وإهانتهم، ودمر كثير من المساجد ودور العبادة والقران الكريم والجامعات والمراكز العلمية والمؤسسات العامة والخاصة وشرد ملايين اليمنيين. «بناء الدولة» من جانبه، طالب الشيخ عبدالسلام الخديري، الذى ألقى كلمة «الأوقاف»، الجميع بما فيهم العلماء والحكومة والجيش على بذل الجهود للإسراع في اسقاط الإنقلاب الحوثي المتمرد، وبناء الدولة الإتحادية. وأكد أنه الجميع الوقوف صفا واحدا خلف الحكومة الشرعية ممثلة فى الرئيس عبد ربه منصور هادي من أجل إعادة الحق إلى نصابة، مشيرًا إلى أن اجتماع علماء اليمن اليوم، يمثل لوحة عنوانها السلم والمحبة والسلام والوقوف ضد التعصب والعنف والإرهاب والإنقلاب. وأضاف أنه لا مجال لأي فئة تعمل على إثارة الصراعات والنعرات، وأن اليمن يتسع للجميع شريطة نبذ العنف والتطرف، مطالبًا بالقضاء على أي جماعات مسلحة خارجة عن إطار الدولة. «واجب شرعي» وأشار الشيخ أبو الحسن المأربي، الذى ألقى كلمة برنامج التواصل مع علماء اليمن، إلى أن مسألة اجماع الكلمة واجب شرعي. وبين أن تفرق الكلمة يسبب الضعف والوهن والانكسار أمام العدو، مشددًا في كلمته، على التعاضد والاجتماع حتى لا تكون هناك فرصة يستغلها العدو فينا. وشدد، على ضرورة الاجماع بقوله: «لن نستطيع دعم الشرعية ولا الجبهات إلا بالإجماع على الرأي». «4 أوراق» يشار إلى أن المؤتمر ناقش 4 أوراق عمل، الأولى بعنوان الوضع الراهن في اليمن والواجب الشرعي نحوه قدمها الدكتور بندر الخضر، والثانية حملت عنوان دور العلماء في رفع معنويات الجيش الوطني للدكتور عبدالقادر مريط، فيما الثالثة حملت عنوان خطورة المليشيا الإرهابية ووجوب مواجهتها ألقاها الشيخ حمود مهيوب، والرابعة للقاضي محمد الوقشي تحدث فيها عن خطورة استهداف العلماء وواجب الدولة في حمايتهم.