ترى الأخو مهما حصل يبقى عضيد وترى عيال العم ما عنهم غناه الناس دايم ما تهاب إللي وحيد إللي ليا منه وقف محدٍ معاه استوقفتني هذه الأبيات المعبرة للشاعر القدير عبدالله الطلحي التي يوضح فيها مدى أهمية صلة الأرحام والحفاظ على لغة التواصل في زمان يعيش الكثير من الناس، خصوصا في مجتمعنا العامر بالرخاء في بحبوحة من العيش الرغيد والحياة الكريمة الآمنة التي يحسدهم عليها كل مَن يفتقدها. ولكن يظل هناك هاجس أليم يؤرق الأذهان ويعكر صفو الأفئدة، نسمع عنه بين الفينة والأخرى، وهو انقطاع أواصر القربى وتعثر خطوط التفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة، وانعدام المودة حتى بين من يرتبطون فيما بينهم بالدم والنسب. وللأسف، كل هذا يأتي على عكس ما أمر به الدين الحنيف، الذي أوصى بتوطيد الروابط الأخوية، وحذر من الوقوع في مغبة قطيعة الأرحام التي يعتبر تعلق الروح الإنسانية بها والاهتمام والحرص على صلتها أحد الجوانب المهمة لمن يرجو الخير في الدنيا والنعيم في الآخرة. ولو بحث كل منا فيما يدور في محيطه لوجد أن هناك مَن جعلوا منه شيطان الجن والإنس عاقًّا لوالديه مقاطعًا لأخيه أو أخته. إن انتشار مثل هذه الظاهرة في مجتمعاتنا واقع ملموس أصبح في تزايد مستمر لا سيما في حياة الذين لا يدركون المخاطر النفسية والاجتماعية والروحية المصاحبة لهذا الأمر على حاضر ومستقبل الأسر ذات النسيج الواحد. فيجب على الجميع دراسة مثل هذه الحالات ومحاولة إيجاد الحلول اللازمة لها، حتى لا تتفشى أكثر وتكون آلية الحوار فيها مستعصية جدًّا.