يعيش الكثير من الناس وخصوصا في مجتمعنا العامر بالرخاء في بحبوحة من العيش الرغيد والحياة الكريمة الآمنة التي يحسدهم عليها كل من يفتقدها. ولكن يظل هناك هاجس أليم يؤرق الأذهان ويعكر صفو الأفئدة، ألا وهو انقطاع أواصر القربى وتعثر خطوط التفاهم ما بين أفراد الأسرة الواحدة، وانعدام لغة التواصل حتى بين من يرتبطون في ما بينهم بالدم والنسب. وللأسف، كل هذا يأتي على عكس ما أمر به الدين الحنيف الذي أوصى بتوطيد الروابط الأخوية وحذر من الوقوع في مغبة قطيعة الأرحام التي يعتبر تعلق الروح الإنسانية بها والاهتمام والحرص على صلتها أحد الجوانب المهمة لمن يرجو الخير في الدنيا والنعيم في الآخرة. ولو بحث كل منا في ما يدور في محيطه لوجد أن هناك من جعلوا منه شياطين الجن والإنس عاقا لوالديه مقاطعا لأخيه أو أخته. إن انتشار مثل هذه الظاهرة في مجتمعاتنا واقع ملموس أصبح في تزايد مستمر لا سيما في حياة الذين لا يدركون المخاطر النفسية والاجتماعية والروحية المصاحبة لهذا الأمر على حاضر ومستقبل الأسر ذات النسيج الواحد. فيجب على الجميع دراسة مثل هذه الحالات ومحاولة إيجاد الحلول اللازمة لها، حتى لا تتفشى أكثر وتكون آلية الحوار فيها مستعصية جدا. عبد الله الطفيلي