ليس من السهولة بمكان أن تتولى رئاسة نادٍ كبير وعريق صاحب قاعدة جماهيرية عريضة بحجم النصر، وليس بالأمر اليسير أن تقبل بالمهمة في منتصف الموسم، خصوصا أن النادي يعاني من مشاكل عدة في كل النواحي «المالية والفنية والمعنوية والإدارية والشرفية»، ولكن سلمان بن فهد المالك لم يتردد في قبول المهمة الصعبة لا المستحيلة، التي كُلف بها من رئيس الهيئة العامة للرياضة، رغم التركة الثقيلة جدا التي خلفتها الإدارة السابقة، وذلك تقديرا للكيان ونزولا عند رغبة جماهير أصفر العاصمة، التي تُعلق عليه وبقية أعضاء مجلس إدارته آمالا كبيرة لإحداث ثورة داخل النادي تعيده للواجهة من جديد بعد أن فقد بوصلة الانجازات وحاد عن سكة البطولات في السنوات الثلاث الأخيرة. ومع أن الملفات الشائكة عديدة وحجم العمل المنتظر كبير ويتطلب إنجاز الكثير منه في فترة قياسية، إلا أنه وبكل احترافية عمل بالتوازي على أكثر من اتجاه ونجح في إغلاق أكثر من ملف خلال شهر واحد منذ توليه المهمة ومازال يعمل بشكل مؤسساتي لإعادة الهيكلة الإدارية والمالية في النادي. تشكيل إدارته والتواصل مع الشرفيين.. وفي أول يوم باشر فيه مهمته عكف المالك على تشكيل مجلس إدارته، التي ضمت أسماء مميزة في عدة اختصاصات تم اختيارها بعناية، رغم أن بعض تلك الأسماء لم تكن لها تجربة سابقة في الوسط الرياضي، كما قام بالتواصل مع أعضاء الشرف وفي مقدمتهم الأمير خالد بن فهد «العضو الداعم»، مؤكدا أن النادي يتسع للجميع، ومطالبهم بالعودة لناديهم ودعمه ماديا ومعنويا خلال المرحلة المقبلة، التي تتطلب تضافر الجهود للنهوض بالنادي، وفي نفس الوقت عقد سلسلة اجتماعات مع الأجهزة الفنية والإدارية وبعض اللاعبين لمعرفة احتياجات الفريق ومشاكله والعمل على حلها. تجديد وإبرام عقود جديدة.. ونظرا لدخول بعض اللاعبين في الفترة الحرة، لاسيما أنهم يعتبرون من الأعمدة الرئيسة في الفريق والمنتخب الأول وطلب لجميع الأندية المنافسة، فقد نجح في تجديد عقود المدافع عمر هوساوي لموسمين وصانع الألعاب احمد الفريدي لموسمين والمدافع البرازيلي برونو أوفيني لموسم واحد، تكفل بها العضو الداعم، إلى جانب تمديد عقد اللاعب يحيى الشهري المعار حاليا لفريق ليجانيس الإسباني لمدة ستة أشهر على أن يتم تجديد عقدة بعد عودته من تجربته الاحترافية. ولم يغفل المالك العناصر الشابة، التي برزت في الآونة الأخيرة وتشكل نواة حقيقية ورافدا أساسيا للفريق الأول، فوقّع عقودا احترافية جديدة مع 11 لاعبا أولمبيا، هم متعب الحماد وعبدالرحمن الظفيري ونواف الشنيشني وحمد الشايع لثلاث سنوات، وعبدالإله العمري لثلاث سنوات ونصف السنة، وراكان الشملان وصالح الوحيمد ومحمد الشهراني وعبدالرحمن الشنار ونواف الفرشان لمدة أربع سنوات ووليد العنزي لخمس سنوات. صفقتان محليتان و4 أجنبية و4 مخالصات.. وعطفا على التقارير الفنية ومدى حاجة الفريق لتدعيم صفوفه ببعض اللاعبين، تعاقدت الإدارة مع الظهير الأيسر الدولي عبدالرحمن العبيد قادما من القادسية بعقد يمتد لأربع سنوات ولاعب منتخب المواليد سالم علي، كما تعاقدت مع لاعب المنتخب التونسي فرجاني ساسي بعقد يمتد لثلاث سنوات ونصف السنة ومهاجم منتخب الكونغو الديمقراطية جونيور كابانانجا لمدة موسمين ونصف الموسم ولاعب المنتخب العُماني سعد سهيل لموسم ونصف الموسم وصانع الألعاب الجزائري عبدالمؤمن جابو لستة أشهر مع أفضلية شراء بطاقته الدولية، وتمت تلك الصفقات بدعم مباشر من الهيئة العامة للرياضة، في الوقت الذي وقّعت فيه مخالصة مع اللاعب شايع شراحيلي والليبيري ويليام جيبور والمصري حسام غالي والمغربي سعد لكرو. صرف رواتب اللاعبين والعمال.. وخلال الفترة القليلة الماضية استطاعت الإدارة صرف 50% من الرواتب المتأخرة للعاملين بالنادي، الذين لم يتسلم بعضهم رواتبه منذ ثلاث سنوات، كما أودعت راتبين للاعبين المحترفين وفي طريقها لإيداع راتبين آخرين خلال الأيام المقبلة، كما سلّمت الأجهزة الفنية والإدارية بالنادي بعض رواتبهم المتأخرة، فضلا عن إعلان مكافآت الفوز بالبطولات، إذ رصدت 400 ألف ريال لكل لاعب في حالة الفوز ببطولة الدوري ومثلها في حالة الفوز بكأس الملك ومليون ريال لكل لاعب في حالة الجمع بين البطولتين، وتأتي هذه الخطوة وما سبقها من خطوات فاعلة من باب تحفيز الجميع، لاسيما اللاعبين لتقديم الأفضل والمؤمل منهم في المرحلة المقبلة. فزيوفت شريكا طبيا.. ولما يمثله الجانب الطبي من أهمية قصوى، وقّعت الإدارة مع مركز فزيوفت للعلاج الطبيعي وقياس الأداء كشريك طبي للفريق حتى نهاية الموسم. وكشفت بعض الأخبار المتداولة أن النادي سيوقّع قريبا مع راعٍ رسمي لمدة ثلاث سنوات. جهازان فني وإداري جديدان.. ولكون النتائج، التي حققها الفريق في خلال الفترة الماضية كانت دون الطموح ولم تواكب حجم العمل المقدم، قررت الإدارة إلغاء عقد المدرب الأرجنتيني جوستافو كوينتيروس وطاقمه المساعد والتعاقد مع مدرب المنتخب السعودي للمواليد الكرواتي كرونسلاف يورسيتش، كما قررت تعيين الكابتن بدر الحقباني مديرا للكرة بالفريق الأول وهاني الداود إداريا بعد استقالة طلال النجار مدير الكرة السابق.