«الإتيكيت» مصطلح يتردد على ألستنا وفي كتاباتنا. ويعني «الإتيكيت»: احترام النفس واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم.. ويعني أيضا «الآداب الاجتماعية والآداب السلوكية واللباقة وفن التصرف في المواقف الحرجة»، ويعني أيضا «الآداب العامة في التعامل مع الأشياء ومرجعيتها أي الثقافة الإنسانية الشاملة التي تختلف من بلد إلى آخر». يقول أحد المتخصصين في فن «الإتيكيت»: اطلعت على المدرسة السويسرية للإتيكيت، وتعرفت على المدرسة الفرنسية للإتيكيت. ولكني انبهرت وتأثرت بمدرسة محمد -عليه الصلاة والسلام- في الإتيكيت: «حسن التعامل مع الآخرين». الذي يطلع على السيرة النبوية سيجد مواقف وأقوالا لنبينا الكريم تبهر القارئ، وتدهش صاحب الذوق السليم. يبهرنا مشهد ممثل يطعم زوجته في الأفلام.. ولا ننبهر بحديث: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك»، فوضع اللقمة في فيّ الزوجة يقع غالبا في حالة المداعبة والممازحة. نعشق تبادل الورود بين الأصحاب والأصدقاء، ونظنها عادة وافدة.. وفي الحديث: «من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل، طيب الريح». يشدنا الرجل الغربي لما يفتح باب السيارة لزوجته للحاجة، ولم يعلموا أن الرسول الكريم جلس عند بعيره فيضع ركبته، فتضع زوجته صفية رجلها على ركبته حتى تركب. «الإتيكيت» الغربي ينص على قاعدة: «اخدم نفسك بنفسك».. وفي سيرة نبينا الكريم لما سئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟، قالت: «كان بشرا من البشر يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه». في برامج الارتقاء بالذات والفكر تتكرر قاعدة: النظر إلى نصف الكأس المملوء وليس الجزء الفارغ، بمعنى انظر إلى الحسنات في الشخص أو الناس عموما وركز عليها، قال -صلى الله عليه وسلم- فيما يمكن أن تنطبق عليه هذه القاعدة: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر». قال أبو البندري غفر الله له: في سيرة نبينا العظيم -صلوات الله وسلامه عليه- ما يغنينا عن عشرات «الأتيكيتات»، وفي سيرة نبينا ما يكفي عن النظريات الوافدة.. ينقص الناس اليوم تطبيق هذه السيرة في حياتهم، ولو اتخذنا صاحبها قدوة لانحلت الكثير من القضايا والنتوءات التي شوهت علاقاتنا، وخدشت تعاملاتنا.. يقول الكاتب الغربي «مايكل هارت»: «لو كان محمد موجودا الآن لحل مشاكل العالم وهو يرتشف قهوة الصباح».. الكاتب يصف إعجابه الشديد بشخصية نبينا الكريم، وهو مؤلف كتاب «الخالدون المائة»، حيث اختار مائة شخصية عالمية كأعظم العظماء الذين غيروا حياة العالم على مر التاريخ البشري قاطبة.. والكتاب أثار ضجة في الغرب لأنه يصرح بقوة؛ أن محمدا أعظم شخصية مرت على العالم على الإطلاق. قفلة.. السيرة النبوية من أجمل العلوم وأمتعها، تجد فيها الفقه والحديث، والتفسير والعقائد، والأخلاق والآداب.. «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» تجد ضالتك في السيرة النبوية حتى وإن كنت تمارس الرياضة.. فقط اقترب من دينك أكثر وأكثر! ولكم تحياتي