فصل الخطاب السعودي كان في منتدى دافوس حين قال وزير الخارجية، عادل الجبير: إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يريد تحويل السعودية إلى دولة طبيعية وقوية، تعتمد على الابتكار، لتكون مثالًا يحتذى به على الصعيدين العربي والعالمي، وأكد على أن هذا التغيير يجب أن يكون شاملًا ومتماشيًا مع طموحات السعوديين لا سيما الشباب منهم. ومن بين ما قاله الوزير، المرموق والحصيف: إن العالم ليس معتادًا أن يرى السعودية تسير بسرعة وجرأة، وأن هنالك من كانوا ينتقدونها لأنها تسير ببطء واليوم يحصل العكس، أي أن هناك من ينتقد السعودية لأنها تسير بسرعة وجرأة غير مسبوقة مطلقًا في تاريخها. في رأيي الشخصي أن هناك من لا يريد أن يرى المملكة سوى دولة بطيئة وعاجزة عن الأخذ بأسباب حضارة اليوم وأسباب التقدم في مستقبل شعبها بشكل عام ومستقبل شبابها بشكل خاص. المملكة القوية والجريئة، في مشاريعها الاقتصادية والاجتماعية، تمثل للبعض (حموضة) سياسية؛ لأن ذلك يعني أنها تتحول بسرعة لتكون دولة إقليمية مؤثرة في محيطها ومناجزة للشيطان الإقليمي الأكبر إيران والشياطين الأصغر المنضوين تحت لوائها القومي الفارسي، سواء أكانوا عربًا أم غير عرب. يسوء جماعات متكسبة على المستوى الفئوي والفردي مثل جماعة حزب الله وجماعة الحوثي، وبعض التنظيمات المتناثرة في هذا البلد العربي أو ذاك، أن تتمكن السعودية من وضعها الداخلي بشكل آمن ومترف، وأن يكون لها صوت إقليمي ودولي يوقفهم عند حدودهم ويردهم إلى كهوفهم وسذاجات طائفيتهم وتصرفاتهم. وحتى بعض (القومجية) من أصحاب دعاوى الريادات العربية يريدون أن تبقى المملكة كيس أموال يغدق دون حساب، ودون أن تطلب مواقف مقابل هذا الإغداق الذي استمرأوه واعتادوا عليه. لذلك تجد الآن أن من يحمل السؤال المستنكر لما يحدث في بلادنا هم إما محسوبون على تنظيمات وميليشيا إيران، أو هم من تصوروا أو راهنوا على أن المملكة ستظل تسير بذلك البطء وذلك التردد الاقتصادي والاجتماعي. وقد خاب ظنهم ورهانهم حين تبلورت سعودية جديدة في أقل من ثلاث سنوات وما زالت تدهشهم وتثير جنونهم.