أكد وزير المال السعودي محمد الجدعان أمس، أن تسويات قضايا الفساد في المملكة العربية السعودية، «ستسهم في تمويل الأوامر الملكية لدعم المواطنين»، مشيراً إلى أن العام المالي الحالي سيكون «فارقاً وإيجابياً، خصوصاً على صعيد (موارد) الاقتصاد غير النفطي في المملكة». في غضون ذلك، قال وزير الخارجية عادل الجبير إن العالم «ليس معتاداً أن يرى السعودية تسير بسرعة وجرأة»، وأضاف: «هناك من كانوا ينتقدون المملكة لأنها تسير ببطء، واليوم يحصل العكس». وأوضح أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يريد «تحويل السعودية إلى دولة طبيعية وقوية». وأشار الجدعان في تصريحات نقلتها قناة «العربية» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس، إلى أن «صندوق النقد الدولي رفع توقعاته للنمو الاقتصادي في السعودية بنسبة كبيرة». وفي ما يتعلق بكلفة الأوامر الملكية الأخيرة لدعم المواطنين، قال إنها «تقدر بنحو 50 بليون ريال لن تصرف دفعة واحدة، وستمول من وفر الموازنة وما تم تحصيله من حملات مكافحة الفساد». وشدد على أن «ما تقوم به المملكة من إصلاحات ومكافحة الفساد يهدف إلى خلق بيئة تنافسية عالية للمستثمرين، وهي رسالة قوية بأن السعودية لن تقبل الفساد في أجهزتها ومنظومتها». وأضاف أن «ضريبة القيمة المضافة ليس هدفها الإيرادات فقط، بل توجد أهداف أخرى»، وزاد: «بدأت كل من السعودية والإمارات بتطبيق الضريبة مطلع العام الحالي، ونأمل بأن تلحق بها بقية دول مجلس التعاون الخليجي»، وتابع أن «نسبة الضريبة متدنية ولا تؤثر إطلاقاً في التنافسية». إلى ذلك، أوضح الجبير أن الأمير محمد بن سلمان يريد أن «تعتمد السعودية الابتكار وتكون مثالاً يُحتذى على الصعيدين العربي والعالمي». ولفت إلى أن التغيير «يجب أن يكون شاملاً ومتماشياً مع طموحات السعوديين، خصوصاً الشباب». وهاجم الوزير الجبير دور إيران في المنطقة وسعيها إلى السيطرة على بعض الدول. وأضاف أن «الثورة الخمينية غيّرت الشرق الأوسط إلى الأسوأ، وأطلقت أسلوباً طائفياً أدى إلى رد فعل سني تمثل في بروز بعض المتطرفين بين السنة رداً على الثورة الخمينية». وأكد أن إيران «تحاول استعادة الإمبراطورية الفارسية»، وأوضح أن «هذا ما يدفعها إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، ولم تتردد في تشكيل جماعات إرهابية مثل حزب الله والحوثيين، وليس لديهم حرج في مهاجمة السفارات واغتيال الممثلين الديبلوماسيين والأبرياء، وكذلك القيام بأعمال إرهابية في كل من أوروبا وأميركا». وتابع أن المملكة حاولت التواصل مع إيران طيلة ثلاثة عقود إلا أنها «لم تحصل سوى على الدمار من خلال ارتكاب إيران عمليات إرهابية واغتيالات وتجنيد مواطنين للقيام بعمليات إرهابية داخل السعودية وخارجها»، مؤكداً أنه لا بد من الرد على ذلك. واعتبر أنه عندما تسعى السعودية إلى إضعاف تنظيم «حزب الله» اللبناني من أجل تقوية لبنان كدولة، فهذا من «السلوك الإيجابي»، وأكد أن المملكة «تتعاون مع بقية العالم العربي من أجل عزل إيران وقطع دابر توسعها الخبيث في المنطقة».