عقدت الأسبوع الماضي أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس في دورته 47، ويعقد هذا المنتدى بشكل سنوي، ويستضيف صناع القرارين السياسي والاقتصادي حول العالم بطرح قضايا الساعة التي تهم العالم من شماله الى جنوبه، وتشمل الدول العظمى وكذلك الدول ذات التأثير المحدود في الصراع العالمي، كما يشارك رؤساء أكبر الدول العظمى ويتقدمهم عادة الرئيس الأمريكي ونخبة السياسة والمال والأعمال في الولاياتالمتحدة، كما يشارك الرؤساء التنفيذيون للشركات العالمية الكبرى التي أصبحت شريكا في صنع القرارات الدولية والمؤثرة اقتصاديا واجتماعيا على الشعوب الغنية والفقيرة على حد سواء. عقد المنتدى هذا العام تحت عنوان (زعامة دقيقة ومسئولة) وكانت المواضيع المطروحة للنقاش والتداول تتركز على تعزيز التعاون العالمي وإحياء النمو الاقتصادي وكذلك التطور السريع في المجتمعات، ولأهمية هذا المنتدى فقد قدر عدد المشاركين بحوالى 30 رئيس دولة وحكومة يضاف لهم أكثر من 1000 من رجال الأعمال ورؤساء الشركات الكبرى. وقد تميز المنتدى هذه السنة بمشاركة الرئيس الصيني الذي يحضر لأول مرة منتدى دافوس، لذلك توقع كثير من الاقتصاديين أن يكون منتدى دافوس 2018 ساحة صراع بين عمالقة الاقتصاد في العالم خصوصا بين الصين التي أخذت اتجاهًا نحو العولمة وغزت الأسواق العالمية بمنتجاتها وبين الولاياتالمتحدة التي أخذت على عاتقها التصدي للتمدد الصيني في الأسواق العالمية، وبدأت واشنطن تحث العالم على حماية المنتجات المحلية وبدت وكأنها انقلبت على سياساتها الاقتصادية القديمة التي كانت تطالب بفتح الاسواق وجعل العالم قرية واحدة يكون فيها البقاء للأقوى. إن أهمية منتدى دافوس السنوي هو أنه يرسم الإستراتيجية الاقتصادية للمستقبل وتوجه الدول العظمى بتجاراتها المستقبلية، وكذلك يوضح فلسفة الشركات الكبرى وطريقة تفكيرها لتعزيز مكانتها العالمية وتعظيم أرباحها. إن تواجدنا في مثل هذه المؤتمرات والمنتديات مهم جدا لطرح آرائنا على العالم ولنكون عضوًا فعالًا في صنع القرارات الاقتصادية على مستوى العالم.