نفى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن تكون لدى بلاده أي نية لإنشاء قوة كردية قوامها 30 ألف فرد تنتشر في منطقة عفرين على الحدود بين سوريا وتركيا، قائلا: «إن المسألة التي أغضبت أنقرة لم تطرح بالطريقة الملائمة». وفي سياق التصعيد التركي، أفادت وسائل إعلام محلية، صباح الخميس، بأن الجيش التركي رفع حالة التأهب على الحدود مع سوريا إلى أعلى مستوى. وأزال الجيش التركي، أمس، اجزاء من الجدار الحدودي في 12 نقطة على الحدود مع عفرين السورية، ويأتي ذلك تزامناً مع إفادات من نشطاء في الداخل السوري، قالوا: «إن الجيش التركي والجيش الحر قصفوا في ساعات الليل المتأخر مواقع للمسلحين الأكراد في عفرين». حشود عسكرية وكان الجيش التركي قد أرسل في وقت مبكر الخميس، مزيداً من الآليات العسكرية إلى هتاي وكليس قبالة عفرين. وقالت أنقرة الأربعاء: «إنها لن تتردد في القيام بتحرك في عفرين ومناطق أخرى على الجانب السوري من الحدود إذا لم تسحب الولاياتالمتحدة دعمها للقوة». فيما قال تيلرسون للصحفيين: «إنه اجتمع مع وزير الخارجية التركي في فانكوفر الثلاثاء لتوضيح الأمر». وأضاف على متن الطائرة، التي أقلته إلى واشنطن عائدا من كندا، حيث استضاف اجتماعا عن كوريا الشمالية: «هذا الموقف برمته أسيء طرحه وأسيء تفسيره، كان كلام البعض غير دقيق، نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق». وقبلها بساعات، اعلن الوزير نفسه، ان الجيش الامريكي لن يبقى في سوريا بهدف تحقيق الهزيمة الكاملة لتنظيم داعش الإرهابي فحسب، بل ايضا لمواجهة نفوذ ايران والمساعدة على دفع بشار الاسد خارج السلطة. وجود أمريكي واوضح تيلرسون في خطاب يتعلق بالسياسة الامريكية حيال الازمة السورية ألقاه في ستانفورد بولاية كاليفورنيا «إنه امر حاسم لمصلحتنا الوطنية ان نحافظ على وجود عسكري ودبلوماسي بسوريا». واشار الى ان الهدف الاول للمهمة العسكرية سيبقى متمثلا بمنع التنظيم من الظهور مجددا، لافتا الى عدم ارتكاب الخطأ نفسه كما في 2011، عندما سمح الخروج المبكر من العراق لتنظيم القاعدة بأن يبقى على قيد الحياة في هذا البلد. وبحسب تيلرسون فإن عدم الالتزام من جانب الولاياتالمتحدة، من شأنه ان يوفر لايران فرصة ذهبية من اجل ان تعزز بشكل اضافي مواقعها بسوريا. وقال تيلرسون: «يجب ان نتأكد من ان حل هذا النزاع (السوري) لن يسمح لايران بالاقتراب من هدفها الكبير وهو السيطرة على المنطقة». واردف: ان الانسحاب التام للامريكيين من سوريا في هذه المرحلة سيساعد الاسد على مواصلة تعذيب شعبه. سلوك المعارضة وفي شأن منفصل، اشاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء ب «السلوك البناء» للمعارضة السورية خلال مفاوضات جنيف، وذلك بعد استقباله وفدا من المعارضة برئاسة نصر الحريري في قصر الاليزيه. وافاد بيان صادر عن الاليزيه بأن ماكرون «اشاد بعمل الهيئة العليا للمفاوضات، وجدد دعم فرنسا لمعارضة سورية موحدة»، مشيدا بسلوكها البناء خلال مفاوضات جنيف 8 وشجعها على مواصلة جهودها خلال جولة المفاوضات المقبلة. من جانبها، اعلنت الاممالمتحدة الاربعاء، انها ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في فيينا الاسبوع المقبل، قبيل ايام من افتتاح مؤتمر «سوتشي»، الذي تنظمه روسيا. توسيع الآليات في المقابل، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، عن وجوب استمرار العمل بآلية تفادي الحوادث في الأجواء السورية حتى بعد انسحاب جزء كبير من القوات الروسية من سوريا، مشيرا إلى ضرورة توسيعه للعمليات على الأرض أيضا. وفي تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، قال السفير: «بدلا من ذلك، يمكننا أن نتحدث عن توسيعه، أولا وقبل كل شيء، حول تطبيق العمليات على الأرض». وعقب زيارة بوتين، أعلن قائد القوات الروسية في سوريا، أنه سيتم سحب 23 مقاتلة حربية ومروحيتين، بجانب عدد من فصائل الشرطة العسكرية والقوات الخاصة، وبعض القوة الهندسية العسكرية ومتخصصي نزع الألغام، بالإضافة إلى سحب عدد من العسكريين العاملين في المستشفيات الميدانية، المتخصصة في علاج المدنيين السوريين المتضررين من العمليات العسكرية.