طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسلمين والمسيحيين ألا يتركوهم وحدهم أمام الاعلان الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل، مقدما الدعوة إلى زيارة المدينة المقدسة دعما لأهلها ولهويتها العربية والإسلامية، رافضا وصف الزيارة بأنها تطبيع مع إسرائيل. وأضاف عباس في كلمته أمام مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، الذي نظم في القاهرة أمس الأربعاء: «نتمنى عليكم الا تتركونا وحدنا بعد قرار ترامب»، مضيفا: ان «قدوم العرب والمسلمين والمسيحيين الى القدس هو نصرة لها وحماية للمقدسات وليس تطبيعا مع الاحتلال الاسرائيلي»، وتابع: «ان الاحتلال سعيد بألا يأتي احد». تأييد سعودي من جانبه، شدد وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، في كلمته أمام المؤتمرين، على «أن المملكة تؤيد هذا الاهتمام من الأزهر الشريف بالقدس، وتعتبر أن الواجب الكبير هو الوقوف الراسخ والدائم الى جانب الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، وإنها راعية الحرمين الشريفين، وهي قبلة المسلمين، تقوم اليوم بواجبها الإسلامي والعربي لحماية القدس من كل الأخطار، ومنها تهويدها أو جعلها عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني». ولفت ال الشيخ إلى أهمية مؤتمر «نصرة القدس»، لبحث آليات عملية تنتصر لكرامة الفلسطينيين، والعرب، والمسلمين، تحمي أرضهم، وتحفظ هويتهم، وتحفظ هوية المقدسات الدينية أمام الغطرسة الصهيونية، التي تحدت العرب والمسلمين، والعالم، والقرارات الدولية. وأضاف وزير الشؤون الدينية: «إن بيت المقدس بناه العرب اليبوسيون، سكنوه وعمروه، وكانت هذه الأرض المباركة هي أرض ابراهيم عليه السلام، وأرض الأنبياء من بعده، وإبراهيم عليه السلام كان حنيفا مسلما، ولم يكن يهوديا، والقدس مرتبطة بعقيدتنا الإسلامية، وبولائنا، وايماننا بأنبياء الله، وقد عظم الله المسجد الأقصى بربطه بالمسجد الحرام فهما شيء واحد في الايمان والقداسة». نصرة القدس ولم يشر عباس في كلمته الى قرار واشنطن الثلاثاء، تجميد نصف الاموال المخصصة لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وشدد أبومازن في خطابه، على أن القدس بحاجة إلى النصرة في مواجهة مؤامرة تستهدف التاريخ والحضارة وتضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، لافتا إلى تحديات شديدة الخطورة بدأت فصولها السوداء منذ أكثر من 100 عام بوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى مَنْ لا يملك ولا يستحق.وقال الرئيس الفلسطيني: «لن نقبل بأي قرار حول القدس فهي عاصمتنا الأبدية، وهي عقيدة تسكن القلوب وحضارة تعاقبت عليها الاجيال منذ أكثر من خمسة آلاف سنة». عجز دولي وأوضح عباس أن القيادة الفلسطينية ستواصل الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية كحق أصيل للشعب الفلسطيني، وأن ذلك يتم بالتنسيق مع الدول الصديقة، مؤكدا الاستمرار في الكفاح للوصول للحقوق الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية بحدودها الكاملة وحل عادل لقضية اللاجئين حسب القرار 194، ووفقاً للمبادرة العربية للسلام التي صدرت عام 2002. وكان وزراء الخارجية العرب طالبوا الولاياتالمتحدة في اجتماع طارئ الشهر الماضي بإلغاء القرار وقالوا: «إنه يقوض جهود تحقيق السلام». وقال شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب: «إن القرار الجائر لترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي، يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية». تخصيص 2018 وأضاف في كلمته خلال افتتاح المؤتمر: «ومن أعجب العجب أن يهمش البعد الديني في مقارباتنا في القضية الفلسطينية بينما كل أوراق الكيان الصهيوني دينية خالصة، وماذا في يد هذا الكيان الصهيوني لاغتصاب أرض ينكره آباؤه وأجداده غير نصوص دينية تبعث على العدوان وتشجعهم على استباحة أموال الناس وأرواحهم». واقترح شيخ الأزهر أن يخصص عام 2018 ليكون عامًا للقدس الشريف تعريفا به ودعمًا ماديًا ومعنويًا للمقدسيين ونشاطا ثقافيا وإعلاميًا متواصلاً تتعهده المنظمات الرسمية كالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعات العربية الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني. يذكر أن مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس يستمر انعقاده حتى اليوم الخميس، ويشارك فيه عدد كبير من علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي ومفكرين وكتاب وممثلين من 86 دولة. ويناقش المؤتمر قضايا استعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية والمسؤولية الدولية تجاهها.