■ ■ تتطور الأمم والمجتمعات والدول بالمحافظة على تراثها وعاداتها وتقاليدها من جهة، والانفتاح على المستجدات الحياتية من جهة أخرى، وفق الضوابط التي لا تخرج عن النص الديني الوسطي، دون إحجام أو إقدام يخل بالعملية التوازنية لكل مجتمع حسب نظرياته ومعتقداته، بمعنى لا إفراط ولا تفريط. ■ ■ البعض يلبس النظارة السوداء قابعا في محيط أوهامه، لا يرى إلا الجانب المظلم وفق ما تعلمه منذ الصغر دون تمحيص لما اكتسبه من عادات وتقاليد، والتي أصبحت فيما بعد مقدسات لا يمكن تغييرها أو تبديلها، اعتقادا أن وجهة نظره هي الصواب، وباقي الآراء خطأ لا يحتمل الصواب. ■ ■ ومع بزوغ أنشطة وفعاليات هيئة الترفيه وهيئة الرياضة عبر القرارات الأخيرة التي تتواكب مع طبيعة البشر في هذا العصر، ازداد البعض تلميعا في لون نظارته القاتمة، فلا يرى في نظرته إلا الجانب الذي يعده سلبيا في أجندته، ونسي أن الآراء تتنوع هنا وهناك، وأن ما يراه خطأ يراه البعض الآخر صوابا. ■ ■ مررنا بهذه الجدلية في مواقف عديدة في أزمنة متفاوتة، فالبعض يذكرنا بقدوم التلفاز إلى المنازل وارتفاع الصوت لمنعه، مرورا بالدش وكاميرا الجوال.. والقائمة تطول، فما كان ممنوعا أصبح فيما بعد مألوفا. ■ ■ واليوم يشهد مجتمعنا الرياضي قفزة نوعية بالسماح للمرأة بالدخول إلى الملاعب في مدرج مخصص للعائلات، كما هو الحال في الأماكن العامة الأخرى، مثل المتنزهات والكورنيش والمولات، وشهدت هذه الجولة من دوري المحترفين لكرة القدم بدء هذه التجربة، ولم نر ما كان يخوفوننا به من كوارث ما أنزل الله بها من سلطان، واكتشف الجميع تحضرنا وأمام مرأى العالم، لتفشل كل المحاولات التي كانت تشوه صورة مجتمعنا. ■ ■ ومع هذا الحراك لم ينس قادة هذه البلاد المحافظة على تراثنا الأصيل، من خلال تدعيم رياضة أصيلة تهم الكبير والصغير عبر مهرجان الملك عبدالعزيز الثاني للإبل، الذي يوليه سمو ولي العهد اهتماما خاصا بدعم شخصي من سموه لإبراز هذه الظاهرة، ولكن أصحاب النظارة السوداء لا ينظرون لمثل هذه القيم الأصيلة.