أكد عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان الدكتور عبدالعزيز الفوزان في محاضرة ضمن أنشطة مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر في الجامعة الإسلامية، عدم إمكانية فصل الثقافة عن الدين الذي يرسم هوية الأمة وتشريعاتها وأحكامها وآدابها، كما لا يمكن فصله عن رصيده العلمي والأخلاقي. وقال الدكتور الفوزان إن الثقافة تشمل كل المكونات التي أهمها الدين، ولكنها ليست هي الدين كما يقوله كثير من الناس، فقد يكون في جوانب الثقافة ما يخالف الدين من عادات منكرة أو اجتهادات غير موفقة. ورأى عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان أن التراث فيه الصواب والخطأ والحق والباطل والغث والسمين، وفيه ما يناسب أزمنة وأحوالاً سابقة «ولا يناسب زماننا وأحوالنا الحاضرة»، مؤكداً أن الواجب هو تمحيص التراث وقراءته قراءة متبصرة وفق معايير مضبوطة بالالتزام بالوحي ومقاصد الشريعة العامة والتمييز بين الثوابت والمتغيرات والقطعيات والظنّيات. وأضاف «الأصالة والتجديد واحدة من ثنائيات كثيرة تختلف في ألفاظها وتعبيراتها، ولكنها تتحد أو تتقارب في معانيها مثل الأصالة والمعاصرة والمحافظة والتحديث والجمود والتحرر والتقليد والتجديد والقديم والحديث والتراث والحداثة وهكذا وتستخدم بعض هذه الدلالات استخداماً سيئاً ولا يمكن الموافقة عليها». وأوضح أن الأصالة لا تعني فقط الشيء العتيق الذي تقادم عليه الزمن بل تعني كذلك الشيء الأصيل الثمين الذي له قيمة عالية، وربما لا يوجد في الجديد ما يماثله أو يضاهيه، كما أنها تعني الهوية ولابد من أخذ العبر من التاريخ، فالتاريخ يعيد نفسه في كل زمان وأعداء الأمس هم أعداء اليوم والمستقبل، فالأصالة تعني الاعتزاز بالهوية والبناء عليها وتطويع كل معطيات العصر ومستجداته ومخترعاته ومنافعه لتتوافق مع مبادئ هذه الصالة وقيمها وتعمل على تقويتها ونشرها. ونفى الفوزان أن تكون الأصالة تعني التقليد الجامد الميت والتعصب للماضي ومتابعة القدامى متابعةً عمياء في كل ما جاء منهم، أو الاستغراق في هذا القديم بحيث ينقطع الإنسان عن واقعه وعصره لأن التراث فيه الصواب والخطأ والحق والباطل والغث والسمين.