منذ عام 2010 م وبعد ان سمعنا بطرح قديم في لقاء الاعمال السعودي البحريني في غرفة الشرقية باعادة احياء وفتح ميناء الخبر، والمجتمع في المنطقة تحدث عن الموضوع كثيرا وباستحسان. فميناء الخبر كان معلما من معالم المنطقة وكان مقصدا للسفر للبحرين ومصدر رزق وتجارة للكثير من اهالي المنطقة لا سيما انه الميناء الذي حمل وسام اول شحنة نفط صدرت في عام 1938م، وكان لسنوات مصدر خير وبركة لما وفر من وظائف واتاح فرصا للاستثمار ومن حركة تجارية ونقل للبضائع. وبعد ان بني جسر الملك فهد فقدت تلك المراكب الخشبية القديمة، الناقلة للمسافرين والبضائع، اهميتها وعملها وجعل الميناء مرسى لليخوت وقوارب النزهة والصيد الى ان تقرر إغلاقه. ولم يكن للقطاع الخاص دور في تلك الفترة حيث لم يكن واردا تأسيس مشاريع اركاب بسفن حديثة او عبارات باستخدام الميناء مما جعله في النهاية مرفأ ومركزا لقوارب حرس الحدود ضمن مراسٍ عديدة لهم في المنطقة. الا ان الزمن تغير ومنذ ذاك الحين وفاق جسر الملك فهد طاقته الاستيعابية باضعاف الاضعاف وبشكل فاق كل التصورات والتوقعات والتي لم تتعد 12،000 الف مسافر وخمس آلاف مركبة باليوم. وحاليا تعكس الأرقام عبور 30 ألف مركبة بمعدل يومي يبلغ ستة أضعاف الطاقة الاستيعابية وبمعدل 67 ألف مسافر، فيما وصل أعلى عدد للمسافرين تم تسجيله في يومٍ واحد أكثر من 107 آلاف مسافر في شهر شوال من العام المنصرم. وبعيدا عن تلك الإحصاءات فقطع مسافر لمسافة 25 كيلو مترا كما هي مع جسر الملك فهد لا يجب باية حال من الاحوال ان يأخذ من 3 الى 6 ساعات وهو ما يتكرر وذاك لاسباب تكاثر اعداد المسافرين وخاصة خلال فترات المواسم والاجازات. ومنذ ان خطط وبني مشروع الجسر تطورت وتنوعت وسائل النقل البحري فاصبحت اكثر امانا وسرعة كما مع التاكسي والعبارات البحرية، وهناك مراكب الحوامات الهوائية المتوسطة الحجم كما شاهدناها في بريطانيا وهناك الطائرات البحرية ذات المراوح كما في جزر المالديف التي تقلع من شواطئ البحر. اي ان البدائل والخيارات موجودة لتسهيل حركة النقل والسفر بين البلدين. وتأتي اقل التصورات بخفض لا يقل عن 5% من اعداد المسافرين عبر منفذ جسر الملك فهد وباعداد يومية لا تقل عن 3،000 مسافر قد تصل الى اضعاف هذا العدد في وقت الذروة. وقد اشار مسؤولون بالمؤسسة العامة للموانئ في السابق لامكانية إعادة افتتاح ميناء الخبر في مدة لا تزيد على عام واحد. كما اوصت لجنة النقل بمجلس الشورى بدعم جسر الملك فهد بتفعيل ميناء الخبر ليقدم المساندة للمسافرين إلى مملكة البحرين وحل مشكلة زحام الجسر، كما أكد اعضاء في غرفة تجارة وصناعة البحرين على ضرورة إعادة تشغيل هذا الخط البحري. وفي ظل كل تلك النوايا الجميلة دعونا للحظة ان نتوقف ونطلق العنان لمخيلتنا. ودعونا نتصور في المستقبل مشاهدة تلك الحوامات الهوائية واصلة ميناء الخبر مما يقابلها في البحرين عابرة المسافة بثلث او نصف ساعة. او من ذاك الفيري والناقل البحري للركاب مطلقا صفارته معلنا وصوله الميناء. ودعونا نتخيل ايضا ولو لوهلة مشاهدة خطوط الطيران البحري حاملة المسافرين بطائرات تقلع من البحر من خلال ميناء الخبر والى موانئ البحرين او الى مطارها او حتى الى مطار الملك فهد. أوليست تلك احلاما تستحق الدراسة والتطوير، الا تستحق منا تلك المشاهد من العمل للتفعيل. وعلى أي حال من الاحوال لعل اعادة فتح ميناء الخبر والخط البحري الناقل للمسافرين كما كانت من ذي قبل لمملكة البحرين ان تكون بادرة طيبة ورائدة، وبلا شك، ستأتي بالتسهيل والتيسير على المواطن وتنوع وتطور لوسائل النقل والمواصلات والحركة الملاحية. وستجلب الكثير من المنافع للمنطقة مثل خلق فرص عمل وفتح آفاق استثمارية في مجال النقل البحري والخدمات المصاحبة له من تشغيل وصيانة. ولا ننسى في ذاك الهدف الاول وهو تخفيف الضغط الشديد الذي يعاني منه جسر الملك فهد وبأسرع وقت. ولعلها، ايضا، بادرة طيبة تأتي بالنتائج المرجوة وتزيد، ليتم تطبيقها لاحقا، بعد تقييم، في ميناءي دارين والعقير تحت نفس الاسس وعناصرالنجاح ليتحقق المزيد من التخفيض لاعداد المسافرين عبر جسر الملك فهد، بالتسهيل وتنوع وتعدد منافذ السفر. وقد اقترح البعض بجعل الميناء رافدا سياحيا لمدينة الخبر مرتبطا بهيئة السياحة او البلديات. وهناك من يعتقد بامكانية تصدير البضائع منه رغم الصعوبات مثل عمق الغاطس في الميناء. الا ان الحاجة تظل هي الاسمى والغرض اعادة احياء الميناء وتفعيله، هو نقل المسافرين عن طريق البحر من ميناء الخبر الى موانئ مملكة البحرين والعكس وسد حاجة ملحة. ونأمل بازالة المعوقات الادارية ليتحقق حلم تفعيل واعادة فتح ميناء الخبر ليتيسر السفر ويصبح واقعا ملموسا وعملا رائدا محمودا يلمسه الجميع ويثنون عليه ويباركون له. وقد حجزنا المقاعد وفي انتظار ابحار المراكب من ميناء الخبر.