لم أهتم هذا العام ببطولة كأس الخليج لكرة القدم. ربما كان للمناخ السائد في منطقة الخليج الدور الأعظم في ذلك. فلم أحرص على مشاهدة حفل الافتتاح في إستاد جابر الدولي في الكويت، ولم أشاهد أية مباراة بين أي منتخبين من المنتخبات المشاركة، ولا أعرف حصيلة النقاط التي خرج بها منتخبنا من الدورة ولا الأهداف التي أحرزها. لكنني حرصت على مشاهدة المباراة الختامية: مباراة الكأس بين المنتخبين العماني والاماراتي. جلست أنتظر انطلاق صافرة بدء المباراة بين الأحمر والأبيض، وأنا لا أعرف سوى لاعبين: واحد عماني (أحمد مبارك) اللاعب الكبير المتجدد؛ واللاعب الاماراتي عمر أو عموري كما يسمى. أعتقد انني لست في حاجة لمعرفة اسم أي لاعب من المنتخبين يكفي أنهما فريقان خليجيان يلعبان في بطولة خليجية في دولة خليجية. لكن كنت أعرف شيئاً واحداً تمام المعرفة هو أمنيتي أن يكون الفوز من نصيب المنتخب العماني؛ وأن يعود الأشقاء العمانيون من الكويت حاملين الكأس هدية إلى الشعب العماني الشقيق. إن هذه الامنية نتيجة ميل أو انحياز قديم إلى المنتخب العماني، هذا الفريق الذي يأتي الى بطولة الخليج بدون صخب وضجيج يصمان الآذان ويقدم مستويات رائعة من اللعب ويعود إلى وطنه كما جاء سواء فاز بالبطولة أم لم يفز. مساء الجمعة حقق العمانيون الانتصار في المباراة الختامية بعد مباراة مثيرة وممتعة إلى آخر لحظة من وقت ضربات الترجيح، وخالية من الخشونة المتعمدة من الطرفين، وكان المنتخب الاماراتي بدوره متألقاً في لعبه أيضاً، وخسارته لا تعني على الإطلاق أنه كان فريقاً سيئاً. لعب ونافس حتى آخر لحظة وكان الفوز قاب قوسين أو أدنى منه، لولا براعة وبسالة حراس المرمى العماني الذي صد كرة من ركلة جزاء، وأخرى من ركلة ترجيح. إن صد الحارس العماني الركلتين، يوجه التفكير في اتجاه شىء آخر لا علاقة له بالكرة والرياضة، ولكنه ألقى عليهما ببقع من ظلاله وتأثيره كما ألقى بتأثيراته على المنطقة، وكما ألقى بتأثيره عليّ وكان سبب عدم حرصي على مشاهدة ومتابعة مباريات البطولة. فمن يصده عني، عن الناس، من يوقف تساقط ظلاله على المنطقة؟