أصبحت معارض الكتاب هدفًا لكثير من الأدباء والكُتاب لاستغلال الإقبال الكبير الذي تحظى به من قِبَل الجمهور المتعطش لهذه الفعاليات، حيث وجدوها فرصة لعرض نتاجهم الأدبي من خلاله، وإن كان هناك اختلاف في وجهات النظر حول ما يقدّمه بعضهم، والذي يُعتبر أقل من المستوى بكثير. هذا الاندفاع الكبير دفع بعض الشعراء الشباب لركوب الموجة وإصدار دواوين شعرية تحضر في هذه المناسبات، بحثًا عن الشهرة والسطوع، «والتواقيع» التي يُحدّد لها وقت من قِبَل مسؤولي هذه المعارض، دون النظر فيما إذا كان ما يقدمه يستحق أن يُقدّم في ديوان أم لا.. وهي موضة بدأت بالانتشار، وتسببت في ظهور دواوين شعرية أقل من المستوى بكثير. وهذا يُعتبر امتدادًا لرغبة الشاعر في البروز، بغض النظر عن قيمة وجودة ما يُقدّمه، إذا ما استحضرنا «موضة» الإصدار الصوتية من الدواوين التي انتشرت وتحمل عددًا كبيرًا من «الشلات» في ظاهرة غزت الساحة مؤخرًا، وبشكل كبير، فما أن يظهر أي شاعر إلا ونجده يبحث عن إصدار هذا الديوان ثم يعلن عنه هنا وهناك، مع الفشل الكبير الذي تحظى به غالبية هذه الدواوين الصوتية أو المكتوبة إن لم يكن كلها والتي ظهرت خلال السنوات الثلاث الماضية. مشكلة هؤلاء الشعراء أنهم استعجلوا كثيرًا وأقدموا على هذه الخطوة دون أن يفكّروا لحظة في أنها قد تكون ذات مردود سلبي عليهم أمام الجمهور. الديوان الشعري يجب أن يكون عصارة تجربة الشاعر، لا يظهر إلا بعد تجربة شعرية طويلة وثرية، وليس كما هو حال شعراء اليوم الذين يبحثون عن الديوان وتجربتهم الشعرية لا تزال في بداياتها.