صعب أن تسمع أن يغدر بشخص شريف أخلص لأرضه ووطنه، يأتي الغدر من بني جلدته وجاره الذين يجمعهم حب الرب سبحانه وتعالي وحب أرض يفديها الجميع، أرض تعايش فيها الكل بحب وصدق وطهاره إنها أرض اهلها عاشوا وسوف يعيشون في حب وتعايش وتضحية وتواصل. إن مدن الشرقية من تاروت إلى القطيف وصفوى والعوامية وسيهات وما يحيط بها من مدن في شرقية الخير والمحبة، يجمعهم حب الوطن والدفاع عنه، لقد عشت فترة أثناء عملي التربوي في سيهات وكانت أياما تحمل ذكرى الحب والتواصل. فكانت كل بنات الوطن بناتنا وكل ذرة تراب في هذا الوطن نفديها بروحنا كنا نستمتع بالتسوق في أسواقها الشعبية مثل سوق الخميس، ونشاهد تجمع العالم كله في ذلك السوق الشعبي، لم تكن تفرقنا أي طائفية اوعنصرية ولقد كان الشيخ الجيراني أحد أبناء مدينة تاروت الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، مخلصا لكل فرد على هذه الارض وأهلها، والكثير أمثاله من هذه الارض الطيبة إلى أن اغتالته نفوس باعت نفسها للشيطان. كم كانت مؤلمة حادثة خطفه وقتله وتنكيله، من أجل من فعل هؤلاء هذه الفعلة الخسيسة؟ وماذا استفادوا من تيتم وحرقة أحبابه واهله ومحبيه؟ لقد كان رجلا مخلصا لوطنه وعمله، ولكن يد العدالة وحرصها على كشف الحقيقة، أوضحت لهم ان الحق لن يضيع وأن الشر واهله ليس لهم مكان بين أهل هذا الوطن الطيب، وأنها سوف تعاقب كل من يبيع نفسه للشيطان ويغدر ببلد الأمن والأمان وبكل مخلص دافع عن تراب هذا الوطن الغالي، وفِي كل بقعة منه. إن حرص حكومتنا ورجال دفاعها البواسل على كشف حقيقة هذه الجريمة الخسيسة من خطف وتنكيل وقتل أوضحت أن حياة المواطن وحمايته أمانة لن تفرط فيها مهما طال الزمن، وزيارة سمو وزير الداخلية لتقديم العزاء لأهل المغدور دليل واضح على أن الجميع يحمل الحب والخير لكل مخلص، وأن قائد هذه المسيرة هو والد الجميع في كل بقاع هذا الوطن الكبير، وسوف يعمل الجميع على دحر الشر وأذنابه وكل من تسول له نفسه أن يغدر أو يخون هذا الوطن الغالي الذي يجمع قلوب الجميع على حبه، من شرقه لغربه، ومن جنوبه لشماله، بلد تجمعه كلمة التوحيد والحرص عليها وحمايته وسام شرف يجب أن يتشرف بها كل فرد يعيش على أرضها. لقد شيع القاضي الجيراني كل القلوب المحبة للخير التي تستنكر الغدر والخيانة لكل فرد أخلص لربه ووطنه، إننا نرفض كل من يزرع الضغينة والكراهية بين أبناء هذا الوطن الغالي والانصياع لمن يزرع الفتنة والكراهية بين شعبها، ولكل حاقد وحاسد يزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، الذي يحرص على وحدته ونبذ التفرقة والطائفية ومحاربة من يبيع وطنه ويتبع شعارات رخيصة تدمره وتدمر قيمه التي تربى عليها. إن ما لمسناه من حرص الحكومة وإصرارها على كشف من غدر بالشيخ دليل صريح على حب وحماية كل فرد يحمي هذا الوطن، ويحترم قوانينه التي تكفل له العيش بكرامة وعز وشرف في بلد يمنحه الحب والحماية ويستحق أن يُفدى بكل غال ورخيص.