بمناسبة الإعلان عن السماح بافتتاح دور للسينما في المملكة في وقت أصبح سماء شبكات الاتصال مفتوحة، قد لا يعرف الكثير بأن أعين هوليوود كانت مفتوحة لدخول السوق السعودية منذ عقود لأسباب ليس فقط ربحية ولكن لوجود الأماكن المناسبة للتصوير على الطبيعة وليس في استديوهات تشبيهية. وقد كان تصوير الأفلام التاريخية مغريا لكل المنتجين في هوليوود في فترة الخمسينيات من القرن الماضي. بل إن البعض قد يستغرب بأن أول انطلاقة لتصوير فلم يخص استديوهات هوليوود في الشرق الأوسط انطلق من الأحساء في العام 1953م بعد وصول شركة «سيناراما» ومقرها كاليفورنيا لعمل فيلم عن جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وعن بطولاته. وقد كان مشرف اللقطات السيد «جون فارو» وهو زوج الممثلة المشهورة «مورين سوليفان» والتي كانت تمثل في مسلسل طرزان. وهما أيضا والدا الممثلة «مايا فارو». وقد أخرج الفلم عن الملك عبدالعزيز السيد «جون روفس جونز». وقد قام بدور الصوت بالغة العربية الأستاذ «عيسى صباغ» ومكثت البعثة في الأحساء بإشراف من شركة ارمكو. ولاحقا قامت السيدة «أليسا أوكسلي» بكتابة مقال بعنوان «عمل الأفلام في هوليوود أو الهفوف؟» ونشر المقال في كتابها «ذي غريت أدفنتشر». وقد عرض الفلم في دول مختلفة مثل أمريكا ومصر ولبنان والبحرين. وتم عرض الفلم لاحقا في المراكز الصيفية بالمملكة. وبعد الفلم كانت هناك فرص لأن تكون الأحساء في تلك الفترة إحدى محطات هوليوود لتصوير الأفلام كونها الأكثر في عدد المواقع الطبيعية من ينابيع مياه ونخيل ومسطحات خضراء ومناظر صحراوية مغرية لأي مخرج سينمائي لتصوير أي شيء عن الصحراء والواحات. ولا ننسى الكثير من المباني القديمة والتاريخية وخاصة في ذلك الوقت. ولعلم القارئ فقد استمرت شركة أرامكو منذ تلك الفترة في عمليات التصوير وبسواعد وطنية خاصة بعد افتتاح تليفزين الظهران. ولهذا السبب تجد أن معظم إن لم يكن كل الأفلام القديمة من الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عن المناسبات في المملكة وخاصة المنطقة الشرقية هي من تصوير وإخراج وإعداد العلاقات العامة التابعة لشركة ارامكو. وبمعنى آخر هو أن السينما لها دور كبير في الترفيه والدعاية والإعلان والتوثيق.