أعتقد أنه عندما تقع عينا قارئ ما على عنوان خبر كهذا العنوان «إعادة تأهيل الشارع الرئيسي لمقبرة الجبيل» قد ينطق لسانه الداخلي بأن خبراً يحمل هذا العنوان لا يستحق النشر، فقيمته الخبرية متدنية، فأي انجاز في إعادة تأهيل شارع؟ وإذا لم تقم البلدية بتأهيله فمن سيؤهله؟. فبتأهيله قامت بلدية الجبيل بواجبها وهو واجب عادي جداً ولا يستحق أن تعلن تنفيذه على الملأ. ولكن عندما يقرؤه القارئ على الخلفية التي أسميها «التاريخية» لشارع أو طريق مقبرة الجبيل، والتي سيعرفها بمجرد أن يتصفح ما تحتويه ذاكرة (اليوم) الإلكترونية من موضوعات ذات علاقة بطريق مقبرة الجبيل الشهير، قد يتفق معي أنه يستحق النشر على الأقل من أجل زف البشارة الى أهل الجبيل الطنايا. فتأهيل طريق المقبرة حدث عظيم يستدعي الاحتفال به، وأن ينصب الجبيلاويون الخيام فيعرضون و«يَحْنِدون» و«يخسوعون» ويقيمون المآدب ثلاثة أيام بلياليهن أو أكثر. في 23 يونيو 2004، نشرت (اليوم) تحت عنوان «طريق مقبرة الجبيل مصيدة» مطالبة بعض الجبيلاويين بالالتفات الى طريق المقبرة والعمل على توسعته لتسهيل الوصول اليها وتعجيل دفن الموتى. لا حاجة الى ذكر المدة الزمنية بين نشر تلك المطالبة ونشر خبر إعادة تأهيل طريق المقبرة. مدة طويلة وانتظار طويل من أجل توسعة وتحسين طريق قصير، تأهيله بحد ذاته لا يستحق أن يكون خبرا ينشر في جريدة كما قلت، ناهيك عن أن يأتي تصريحاً على لسان رئيس بلدية المحافظة. لكن يمكن تقبل ذلك كحالة استثنائية كون نشره يراد به أن يكون «بشارة» لمن طال بهم الانتظار، ونقلت (اليوم) شكوهم ومطالبتهم غير مرة. الأسئلة: لماذا تأخرت تلبية مطالبتهم؟ ما الصعب والمعقد في تحسين وتوسعة شارع قصير؟ ما سبب تجاهل هذه المشكلة على مدى السنوات الماضية، في حين أن حلها لا يتطلب سوى إزالة حواجز خرسانية لفك الاختناقات المروروية حسب ما ورد في خبر سابق نشر في نهاية نوفمبر الماضي؟ بأي اسم يمكن أن نسمي هذا التأخير؟ وفي أي خانة من خانات التصنيف يمكن وضعه؟ مجرد أسئلة ليس القصد منها استدراج تصريح رسمي سواء من الجبيل أم من الدمام.