في أمسية استثنائية حفلت بالحضور من المثقفين والمهتمين بالموسيقى، استضافت «ثقافة الدمام» محاضرة قيمة للدكتور رضا الكاظم بعنوان «الموسيقى والفلسفة»، أدار الأمسية الشاعر أحمد الملا الذي قدم سيرة موجزة عن المحاضر وذكر أنه طبيب بشري مهتم بالفلسفة والموسيقى. بدأ المحاضر حديثه بتزامن ولادة الفيلسوف هيجل مع بيتهوفن عام 1770 ثم تساءل: إن كان يمكن للموسيقى أن تكون حاضنة للفلسفة وأضاف: إن ما يعرضه مجموعة أفكار وانطباعات ضمن اهتمامه بالفلسفة والموسيقى. ثم عرض بعضا من أقوال الفلاسفة مثل افلاطون وأرسطو ونيتشه واينشتاين الذي قال: «لو لم أكن فيزيائياً لربما كنت موسيقياً»، وختم بقول بيتهوفن: «الموسيقى تعلو حكمة الحكيم وفلسفة الفيلسوف». وحدد بعد ذلك بحثه بالموسيقى البحتة التي رأت النور مع بدايات عصر النهضة الأوروبية والتي وصلت لدرجات مذهلة من الإبداع، وهي الهارمونية وقد ترافق ازدهار الموسيقى بتطور موسيقى الآلات وظهور الاوركسترا. وحدد الباحث فترة ازدهار الموسيقى الكلاسيكية من منتصف القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر. وصارت الموسيقى مجالا رحباً للتعبير الأكثر شمولية والأكثر عمقاً بما في ذلك التعبير الفلسفي. ثم حدد ماهية الموسيقى بأنها تتميز عن باقي الفنون بحركتها في الزمن وديناميتها، وقارن بين اللغة الكلامية واللغة الموسيقية بكونهما ظاهرتين صوتيتين تشتركان في بعض الوسائل التعبيرية الجوهرية وانتهى إلى أن الموسيقى مكتفية بذاتها كمفتاح إلى الخيال اللا محدود والغامض واللا نهائي. كما تحدث عن الأصوات البشرية والآلات الموسيقية ودورها وأن تطور الآلات الموسيقية المذهل طور التأليف الموسيقي وتتوج بآلة البيانو، ثم تحدث عن الشكل والمضمون في الموسيقى. وتحدث الباحث أن من الموضوعات الكبرى في الفلسفة «الارادة»، وقد اتحفتنا الموسيقى بإبداعات كبرى كان جوهرها الارادة فيما يعتبر أعظم من عالج موضوع الارادة كان بيتهوفن مع أن توصيف أعماله أنها تعالج «البطولة» التي كانت حاضرة بقوة في سيمفونيته الثالثة. ثم قدم الباحث شرحا موجزا لأوبرا عايدة لفيردي قبل أن يترك الجمهور يستمتع بالاستماع إلى مقطع رائع من الأوبرا. بعدها فتح الملا باب الأسئلة والمداخلات، فتحدث الفنان الموسيقي محمد السنان عن الثقافة الموسيقية، حيث اعتمدت الموسيقى والتربية البدنية في التعليم عند الإغريق، وذكر أن أينشتاين كان عازف كمان وانتقد رأي طه حسين عن الموسيقار محمد عبدالوهاب بأنه خرب الموسيقى، حيث أكد السنان أن عبدالوهاب يعتبر مجددا للموسيقى.