يستشف من ميزانية الخير والعطاء التي وصفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بأنها أكبر ميزانية في تاريخ المملكة الحرص الشديد على مصالح المواطنين، فالثروة البشرية في هذا الوطن المعطاء تعد من أهم الثروات وأغلاها كما هو عرف القيادة الرشيدة التي أولت لهذه الثروة جل عنايتها واهتمامها ورعايتها، وهي غاية منشودة منذ تأسيس الكيان السعودي الشامخ وحتى اليوم. تحسين المستوى المعيشي للمواطنين يعد من الركائز الحيوية والمحورية التي اهتم ويهتم بها قادة المملكة في كل عهد، كما أن الميزانية ركزت على جانب مهم أيضا يتعلق بتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد للدولة، وإزاء ذلك جاءت الرؤية الشاملة للمملكة 2030 ترجمة لأهداف التنويع ولأهداف توطين الصناعة بالمملكة وترجمة لتفعيل مختلف الشراكات المثمرة التي وقعتها القيادة مع كبريات الدول الصناعية في العالم. وتحقيق الاستقرار المالي من خلال تحفيز القطاع الخاص والمساهمة بتوليد مزيد من الوظائف للمواطنين هي توجهات ترجمتها أرقام الميزانية الجديدة، وقد أعلن في تضاعيفها عن أكبر برنامج للانفاق الحكومي في تاريخ المملكة رغم تراجع أسعار النفط بشكل كبير خلال السنوات المنفرطة، فالميزانية تضمنت مجموعة من المبادرات التنموية الجديدة التي سوف يكون لها انعكاساتها ومردوداتها الايجابية على تحسين الاقتصاد الوطني ودعم مساراته نحو الأفضل والأمثل. وسوف تتيح تنلك المبادرات آلاف الفرص الوظيفية للمواطنين وتتيح المزيد من التنمية الاقتصادية لاسيما أن أجهزة القطاع الخاص سوف تفتح مجالات استثمارية واسعة، ولعل من مناهج الحرص على الثروة البشرية في هذا الوطن الاهتمام بإحداث اعتمادات مخصصة لتوفير مزيد من المنتجات السكنية، ولا شك أن رؤية المملكة 2030 أخذت تتبلور وتحقق نتائج ملموسة ومشهودة في كل المجالات التي تخدم أهداف الوطن وتخدم مصالح المواطنين. استقراء أرقام الميزانية الجديدة يعطي دليلا واضحا على اهتمام القيادة الرشيدة بمشروعات المملكة المستقبلية وفقا لرؤيتها الاقتصادية الجديدة، وهي رؤية سوف تنقل المملكة باذن الله نقلة نوعية هائلة في كل مضامير التقدم والنهضة والبناء، وسوف تصل المملكة بتطبيق أهداف تلك الرؤية الى مستويات اقتصادية هائلة تضاهي بها الدول الصناعية المتقدمة، وهو أمل تسعى القيادة لتحقيقه. ولا شك أن التركيز من خلال ما جاء في الميزانية على راحة المواطن ورفاهيته يمثل أكبر دليل على أن الثروة البشرية لهذا الوطن هي أساس التنمية، وازاء ذلك جاء الاهتمام بتوليد الوظائف الجديدة، وجاء الاهتمام باستحداث الوحدات السكنية الجديدة، وجاء الاهتمام بمنح أكبر الفرص للمواطنين للمشاركة الفاعلة في البناء بمختلف أشكال ومسارات البناء للوصول بالبلاد الى ما تنشده القيادة من رفعة وازدهار ونهضة شاملة.