سيظل شبابنا - بإذن الله - وجها عاكسا للتطوع وفعل الخير ما بقيت البشرية وحتى قيام الساعة، هذا ظننا بالله سبحانه، ثم استشرافا للمستقبل من خلال ما نشهده من جهود يبذلها شباب غض يسعون لفعل الخير دون أن يفكروا في مقابل مادي. لدينا أمثلة كثيرة من الصعب حصرها، لذا سأشير إلى (3) أمثلة فقط من التطوع بين صفوف شباب الجامعات والجمعيات الخيرية، الأول: من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حيث تطوع حوالي 1500 طالب بها للذهاب إلى 17 جهة مختلفة لينشروا ثقافة التطوع بين طلاب الجامعة وأساتذتها وخريجيها وموظفيها. وقد بلغ عدد المتطوعين خلال 9 سنوات فقط 13500 متطوع، نجحوا في إنجاز أكثر من 150000 ساعة تطوعية في خدمة المجتمع، أثمرت: إنشاء أكثر من 300 مشروع تطوعي، وخدمة أكثر من 700 أسرة فقيرة، وفحص أكثر من 10000 إطار سيارة للتأكد من سلامتها، وإدخال السرور على أكثر من 200 عامل نظافة، وإسعاد أكثر من 4000 يتيم. المثال الثاني: جهود عمادة خدمة المجتمع بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام بقيادة العميدة د. نجاح القرعاوي، لزرع القيم التطوعية بنفوس كافة الطلاب والطالبات، واحتضان كافة الأفكار التي تحض على العمل التطوعي وتغذيتها، ومن ذلك عدة مبادرات أنجزتها العمادة كبرنامج «دافع» الوطني الذي يهدف لتحصين المجتمع ضد الكوارث، وقد تم تخريج 1051 من المشاركين فيه من طلاب وطالبات الجامعة، ومبادرة «صلة» التي تُعنى بوصل الجامعة بالهجر والقرى النائية، ومبادرة «متاح» التي تهتم بتهيئة البيئة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومبادرة «تروية» لترشيد استهلاك عبوات المياه البلاستيكية، ومبادرة «إصلاح» التي تستهدف دور الإصلاح والسجون. المثال الثالث: جمعية البر بالمنطقة الشرقية، قد حصلت مؤخرا على اعتماد إدارة التطوع ضمن أول (50) إدارة تطوعية معترف بها على مستوى المملكة، كما قامت الجمعية بافتتاح منصة الرصد التطوعي كأول إدارة تقوم بهذا الرصد على مستوى المنطقة الشرقية، علما بأن عدد المتطوعين في المنصة الإلكترونية وصل حتى الآن ما يقارب (800) متطوع. ولدينا أمثلة كثيرة ظهرت في مواجهة تداعيات سيولجدة وغيرها تجعلنا نثق بنجاحنا في تحقيق رؤية 2030 بالوصول إلى «1» مليون متطوع في القطاع غير الربحي سنويا، بل ونتخطاها إن شاء الله تعالى.