قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي: «إن انكسار المشروع الإيراني في اليمن سيضمن إفشالها في المنطقة برمتها، والعكس صحيح». وشدد المخلافي على أن المشهد السياسي - العسكري في اليمن سيتغير بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال المخلافي في مداخلة على هامش حوار المنامة إن الغطاء السياسي الذي كان يوفره حزبُ المؤتمر الشعبي العام للميليشيات الحوثية رُفع، وسيصبح أمام الحكومة الشرعية والمجتمعين الإقليمي والدولي التعامل فقط مع جماعة طائفية مرتبطة بإيران، وبالتالي لا يحمل قرارها أي بعد وطني. خبراء إيران وكشفت مواقع يمنية أمس معلومات نقلا عن مصادر ملاحية في ميناء الحديدة تفيد بأن إيران سحبت 40 مستشارا عسكريا من المنطقة برفقة موظفين تابعين للأمم المتحدة في اليمن وذلك بعد التقدم الذي يحرزه الجيش اليمني مدعوما بالمقاومة الشعبية بدعم من التحالف باتجاه مدينة الحديدة في معركة استعادة الساحل الغربي لليمن. وقد سبق تلك التحركات الإيرانية، إجلاءُ طهران موظفي سفارتها من صنعاء، على وقع ما شهدته العاصمة اليمنية من معارك بين قوات المؤتمر وميليشيات الحوثي الأسبوع الماضي. وأجلت إيران مستشاريها قبل ثلاثة أيام مع موظفين أمميين، عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي. وقالت مواقع يمنية إن سحب إيران لمستشاريها حدث بطريقة مموهة، لعدم لفت الأنظار إليهم. وكانت مصادر إعلامية قد كشفت إجلاء إيران لموظفي سفارتها من صنعاء إلى مسقط، بعد تعرض مبنى السفارة للقصف خلال المعارك التي شهدتها العاصمة الأسبوع الماضي بين ميليشيات الحوثي وقوات حزب المؤتمر الشعبي. مقاومة بالحديدة وعلى صعيد متصل، استولى الذعر على ميليشيات الحوثي الانقلابية أمس الأول في مدينة الحديدة مع انتشار ملصقات وعبارات جدارية في الشوارع تطالب بإسقاطهم ورحيلهم، تزامنا مع التقدم الميداني المتسارع للجيش الوطني بإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة باتجاه المدينة. وأفادت مصادر إعلامية محلية أن عبارات كتبت على جدران شوارع مدينة الحديدة منها «لا للحوثي»، و«يسقط الحوثي»، و«لا حوثي بعد اليوم»، تعد أول مناهضة شعبية ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على المدينة قبل أكثر من 3 أعوام. ودعت المنشورات التي وجدت متناثرة في عدد من الشوارع والأحياء إلى الثورة ضد الحوثيين، ومناصرة الجيش الوطني. مسيرة بزبيدة وفي ذات السياق، خرجت، الأحد، مسيرة جماهيرية كبيرة ضد ميليشيات الحوثي في مدينة زبيدة بالحديدة، التي أصبح الجيش الوطني على مشارفها عقب استكمال سيطرته على مدينتي الخوخة وحيس. وقالت مواقع يمنية : «إن انتفاضة شعبية عفوية نفذها المدنيون ضد ميليشيات الحوثي بالمدينة للمرة الأولى، وذلك بعد مناشدة الميليشيات التي هربت من الخوخة وحيس إلى هناك للاهالي بالوقوف معهم». وأكدت أن ميليشيات الحوثي تعيش حالة خوف وهلع كبيرة أمام التقدم الكبير للجيش اليمني والتحالف العربي بقيادة المملكة باتجاه مدينة الحديدة. وتعتبر الحديدة أكثر المحافظات اليمنية التي تعرض سكانها لظلم وقمع واضطهاد ميليشيات الحوثي، منذ انقلابهم على السلطة الشرعية، ما جعل التقدم الميداني الأخير والاستراتيجي للجيش الوطني باتجاه تحريرها بمثابة نافذة أمل للخلاص من كابوس الحوثيين. محاولة اغتيال وفي سياق الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق حزب المؤتمر، كشفت الناشطة المؤتمرية نورا الجروي عن تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل الميليشيا الحوثية في العاصمة صنعاء. وقالت الجروي: «نجوت من قتل محقق.. الجماعة الحوثية نازلين تصفية وقتل للمؤتمريين من شق وطرف». وأضافت الجروي في منشور: «لم تفعل داعش ما فعلوه هم وبالفعل الحوثيين أخطر جماعة إرهابية في العالم». وكشفت الجروي عن استيلاء الحوثيين على وظيفتها وتعيين القيادي الحوثي أسامة ساري بدلا عنها. وأفادت الجروي: «تعيين أسامة ساري اليوم وكيلا لقطاع الإعلام بوزارة الشباب والرياضة بدلا عني». وأبانت: «الوظيفة قد تنازلت عنها قبل مقتل الزعيم الشهيد الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة». ويمارس الحوثيون انتهاكات كبيرة بحق أنصار الرئيس الراحل صالح، بعيدا عن وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية خاصة وأنها عملت على حجب مواقع التواصل الاجتماعي بهدف منع الناس من كشف الانتهاكات التي تقوم بها هذه الميليشيا الإيرانية.