تظل الذكريات حاضرة داخل الأيام والمواقف تُسجل الاحداث الجميلة والمؤلمة، فالنسيان بحد ذاته نعمة للتخفيف من الذكريات المحزنة وراحة للأفكار ومن الضغوطات الفكرية وأيضا الاستعداد للحصول على أفكار جديدة، وذكرياتنا المؤلمة تتراجع باستمرار تحت رُكام الذكريات. ولكن كيف يعيش الإنسان بذاكرة تسجل كل شيء ولا تنسى من الذكريات والاحداث السيئة شيئا، أعتقد انه يتحول من إنسان سوي إلى انسان حاقد وهي صفة من صفات البشرية قد لا يخلو منها اي انسان لكن الاختلاف يكون في النسبة التي يحتويها قلب الشخص وذكرياته من الحقد والكراهية، حيث انه اذا اخذ موقفا سلبيا يملأ الحقد بصيرته ويقضي الايام والليالي في التفكير كيف يرد الصاع صاعين، وبعدها يبدأ بصناعة الاحلام في الخيال ليبرر لنفسه اعماله السلبية وهنا تمتزج الكثير من العوامل اهمها الشعور بالنقص بينما يحاول هذا الانسان تعويضه بحقد دفين للطرف الآخر، تتعجب من بعض الاشخاص يُذكرك بموقف قد مضى عليه أيام وليال وربما حصل من دون قصد، فتجده ينتظر كل هذه الفترة يتربص للرد، عجبا لأشخاص يسخرُون كل طاقتهم الذهنية وينتظرون لحظة الانقضاض فهم يتصرفون بعدوانية ويرون انفسهم صغار الحجم عاجزين عن المقابلة بشرف، فيلجأ الى اسلوب يريح به نفسه فقط حتى وان كان هذا مضرا بمحيطه وهي نتيجة المواقف المتراكمة من مخالطة للناس، ويأتي نقيض هذه الذكريات صاحب القلب الأبيض والذاكرة الجميلة الذي يأخذ الامر دائما بحسن نية غالبا ما يُركز على الجانب الإيجابي من كلام الشخص المقابل، ويحسن الظن في الآخرين، وهنا يكون هذا الشخص شخصا سليم القلب حسن التفكير لا ينظر إلى قشور الأمور بل متسامح واثق من نفسه عميق التفكير. فنحن لا نحتاج لاسترجاع وتذكر كل شيء نراه أو نسمعه أو نمر به خلال اليوم ولكن هذا لا يعني أننا ننسى ذكرياتنا القديمة والجميلة، استرجاع الماضي الجميل يتعلق بالناس الأسوياء وليس الحالات النفسية أو العقلية التي تؤثر على ذاكرتنا سلبا وإيجابا، لا يستطيع أحد العيش بدون ان يتذكر من الماضي شيئا، إنما الماضي امتداد للحاضر فاجعل أحداث الماضي درسا للحاضر تأخذ منه العبر وتصحيح الأخطاء إلى أن تصل لقلب نقي كي تعيش بعقل سليم.