سأكتب اليوم عن موضوع قد يعتقد البعض أن فيه مجاملة أو نفاقاً او حتى دعوة للضغط على النفس مقابل الحصول على مصلحة. وما أقصده هنا هو مختلف عما يظنه البعض. ما أود الإشارة إليه هو علاقة صحية تتبادل فيها المصالح بشكل عملي منظم فيه تكامل وتسديد. لأنه من مشاهدتي خلال خبرتي العملية وجدت البعض إما يتعامل مع المدير بشكل مسرحي، يمثل أمامه حين يحضر ويعود بكل لا مبالاة على جواله حينما يغيب. والمشهد الآخر هو الموظف الذي يعمل بكل حرص وأمانة وجدية والذي حين يغيب مديره تجده أحياناً حتى أكثر مسؤولية وحرصاً وعطاء للعمل. والشاهد هنا أن النموذج الثاني هو الذي يفوز غالباً في كسب مديره؛ وكسب المدير ليس حباً للخشوم أو إذلالا للنفس بل هو خدمة وتحمل مسؤولية وإيمان برؤية المنظمة وعطاء جميل. وعلى عكس ما يعتقده الناس أن المدير شخص يأمر وينهي وليس لديه ضغوطات الموظف؛ فالمدير أو المالك لديه حمل على أكتافه لا يبرحه حتى حينما ينام؛ فبالتالي حينما يجد موظفا كفؤا فهو يعتمد عليه ويخفف من حمله وبالتالي يحسن من أدائه. وكسب المدير يأتي بعدة طرق أهمها هو الصدق في القول والعمل، ومن ثم إعطاء تقرير يومي عن المستجدات والمهام بشكل عملي مختصر. وكذلك إنجاز العمل بكل فاعلية وعدم انتظار الاعتماد في كل صغيرة وكبيرة. وكذلك التعامل بخلق حسن. وأخيرا إشعار المدير بالاهتمام البالغ والحرص على جودة العمل. كل هذه أمور تجعل صاحب العمل يراهن على موظفيه، بل ويتفانى في خدمتهم وتقديم البيئة الأنسب لهم للعمل وبالتالي يؤثر ذلك على نجاح المنظومة بشكل كامل. دمتم متألقين وناجحين.