قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح ، علينا أن نسعي لإضفاء الطابع المؤسسي على التعاون بين أوبك والمنتجين المستقلين في الأجل الطويل ، جاء خلال اجتماع اوبك الذي أكد فيها مندوب «أوبك» الموافقة على تمديد اتفاق خفض الإنتاج تسعة أشهر إضافية حتى نهاية 2018، في إطار سعيها لإنهاء تخمة المعروض العالمي وتجنب هبوط حاد للأسعار، وانه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بعد عدة ساعات من المناقشات داخل أروقة «أوبك» بالعاصمة النمساوية «فيينا». وأوضح المندوب أن مندوبي المنظمة ما زالوا يناقشون ما إذا كان سيتم تحديد سقف للإنتاج النفطي لليبيا – التي تم إعفاؤها من المشاركة في الاتفاق بفعل عدم الاستقرار الذي تشهده البلاد. وسيستمر اجتماع ال 14 عضوا مع منتجين غير أعضاء بالمنظمة، في مقدمتهم روسيا للموافقة على تمديد تخفيضات الانتاج المشتركة. من جهته أكد الخبير الاقتصادي خالد الدوسري، أن اجتمع أعضاء اوبك وغيرهم من المنتجين المستقلين في فيينا والذي من خلاله تم الاتفاق على الالتزام بالعمل بالحصص المتفق عليها رغم وجود دول معفية من التخفيض وذلك حتى نهاية العام المقبل، كما ستقوم أوبك بوضع سقف لبعض الدول كنيجيريا مثلا ومراقبة التزامهم بهذا السقف، رغم ارتفاع الانتاج الأمريكي بما يقارب عشرة ملايين برميل يوميا. وتوقع الدوسري زيادة إنتاج النفط الصخري لاستغلال ارتفاع السعر، والذي توقع المراقبون ارتفاع أسعار النفط بعد فترة الشتاء وخلال السنة القادمة لمستويات عالية، وربما تشهد السوق ارتفاعات محمومة في حالة التزام جميع الأعضاء والمستقلين بالحصص ومراقبتهم ، مشيرا إلى ان روسيا لا تملك شركة واحدة فقط وانما ثلاث او اربع شركات نفطية رئيسية غير حكومية، كما من المتوقع زيادة المعروض النفطي خلال السنة القادمة مما يشكل تحديا كبيرا امام اوبك. وأكد الخبير النفطي الكويتي حجاج بوخضور أن اتفاق أوبك بشأن تمديد اتفاق خفض الانتاج سيدعم تحسن الاسعار مع بداية عام 2018، وبزيادة متوقعة 5 بالمائة عن متوسط أسعار النفط في العام الحالي، مشيرا في الوقت نفسه الى ان اوبك وفي فترتها الأخيرة نجحت نجاحا كبيرا في القضاء على تذبذب الأسعار وتفاوتها، وأيضا لم تعد أوبك مجالا لأجندة خاصة ببعض الأعضاء مثل إيران التي كانت تمرر ملفات بعيدة عن إطار عمل المنظمة وإطلاق رسائل خارج جدول أعمال أوبك تهدف من خلالها زرع العديد من الشائعات التي تؤثر على الأسعار، وأصبحت هناك سيطرة لعدم الخروج خارج نطاق بنود الاجتماع، وأيضا ظهر في الاجتماعات المؤخرة تنسيق مع دول في منظمة الأوبك ودول خارج المنظمة والتي أصبح أحد مواضيع الاجتماعات، مما أعطى أوبك دورا أكبر من قبل. وأوضح بوخضور استمرار منظمة أوبك في مراقبة سوق النفط العالمي لاتخاذ قرار اقتصادي ومهني لسوق النفط بما يتلاءم مع عرض وطلب السوق بعد أن ثبت نجاح المنظمة في الحفاظ على مستويات الإنتاج للسوق، وستقوم المنظمة بالبقاء في خفض الإنتاج مع مراقبة سوق النفط حتى الاجتماع القادم، مبينا أن دور المملكة مهم وكبير جدا ومؤثر في اجتماعات أوبك وهي مساهمة في نجاح دور المنظمة من حيث التنسيق مع دول خارج أوبك، وتركيز جهود المنظمة في السيطرة على عدم السماح للأعضاء بالخروج عن نطاق أهداف ومحاور المنظمة الخاصة بسوق النفط أو أن تكون منصة لأجندات خارجة عن عمل المنظمة.