جددت واشنطن التزامها بدعم المملكة العربية السعودية في مواجهة ميليشيا واذرع إيران في المنطقة، وكبح لجام طموحات الحرس الثوري الإقليمية، بجانب انتهاكاته المستمرة عبر أذرعه في المنطقة. وفي سياق بيان أمريكي صادر أمس، أكد البيت الأبيض أن واشنطن ملتزمة بدعم السعودية والشركاء في الخليج في مواجهة انتهاكات الحرس الثوري الإيراني للقانون الدولي. وأوضح البيان أن الحوثيين ومن خلفهم الحرس الثوري الإيراني -المصنف إرهابيا من قبل الإدارة الأمريكية- استخدموا أنظمة صواريخ مزعزعة للاستقرار، واستهدفوا المملكة، وهي أنظمة لم تكن موجودة في اليمن قبل الأزمة. مساءلة إيران وطالب البيت الأبيض المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة لإخضاع النظام في إيران للمساءلة عن انتهاكاته المتكررة لقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2216 و2231 مع قيام الحرس الثوري الإيراني باستغلال الأزمة الإنسانية الخطيرة في اليمن لتحقيق طموحاته الإقليمية. ورحب البيت الأبيض بقرار التحالف فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء. يذكر أن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلن الجمعة أن الصاروخ الذي تم إطلاقه على مدينة الرياضإيراني الصنع وتم تهريبه لميليشيا الحوثي الانقلابية عن طريق ميناء الحديدة. وكانت قوات الدفاع الجوي قد اعترضت صاروخا باليستيا أطلقته الميليشيا الانقلابية باتجاه الرياض بداية نوفمبر الجاري. واستطاعت الدفاعات الجوية تدميره قرب مطار الملك خالد دون أن تحدث أي أضرار. اعتراف الحرس واعترف قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بعد 6 سنوات من التدخل العسكري في سوريا بأن طهران لم يكن من مصلحتها على الإطلاق أن يتم القضاء على تنظيم «داعش» منذ بداية تشكيلها. وأوضح جعفري خلال مؤتمر صحافي الخميس بثته قناة إيرانية، ويتم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل، أنه منذ ظهور «داعش» سنحت الفرصة لإيران أن تقوم بتشكيل وتجهيز الميليشيا في سوريا والعراق والمقاتلين الأفغان والباكستانيين وغيرهم بصفوف الحرس الثوري، وأضاف: «إنه لو تم تدمير داعش منذ البداية فلم تكن أمام إيران أية فرصة لتشكيل وتنظيم الميليشيا». وتابع جعفري: «ربما لم نكن لنستطيع أن نصل إلى هذا المستوى من الجاهزية لولا الظروف التي أدت إلى إيجاد التنظيم». وفيما روج إعلام الحرس الإرهابي بدور إيران وأذرعها في هزيمة داعش، تجاهل دور الحرس الثوري وميليشياتها في ظهور التنظيم نتيجة قمع ثورة الشعب السوري السلمية، وإطلاق يد الجماعات المتطرفة وتغذيتها، حيث فقدت إيران أكثر من 3500 قتيل، ضد المعارضة السورية منذ تدخلها لإنقاذ الأسد، بينا لم تخسر بمعارك ضد داعش سوى 5 عسكريين قتلوا أخيرا في البوكمال، وضابط واحد لقي مصرعه بهجوم شنه التنظيم بمنطقة التنف في أغسطس الماضي. تصنيف إرهابي وفي الأسبوع الثاني من اكتوبر الماضي صنفت الإدارة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني ك«منظمة إرهابية»، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس دونالد ترامب إستراتيجيته الجديدة تجاه إيران والاتفاق النووي الإيراني. وأوضح المصدر أن إدارة ترامب فعلت ذلك باستخدام صلاحيات وزارة الخزانة الأمريكية وليس عبر صلاحيات وزارة الخارجية، وتقنيا يعني ذلك أن الحرس الثوري جرى تصنيفه ك«منظمة إرهابية» من قبل وزارة الخزانة. وفي 10 نوفمبر، أعلن مسؤول في القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية «أنه من الواضح من هجمات الصواريخ الباليستية من اليمن أن إيران تقدم هذه الصواريخ»، في إشارة إلى الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون مؤخرا واعترضته القوات السعودية فوق الرياض، وغيره من الصواريخ التي يطلقها الانقلابيون. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، قال قائد وحدة جنوب غرب آسيا بالقيادة المركزية للقوات الجوية، جيفري هاريجيان، للصحافيين خلال زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة: «إن إيران جعلت شن هجمات بصواريخ باليستية من اليمن أمرا ممكنا»، وأضاف: «إن السلطات تحقق في كيفية تهريب الصاروخ إلى اليمن». أنشطة نووية يشار إلى أن فيينا احتضنت الخميس اجتماعا مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وقال فيه وفد الولاياتالمتحدة: «إنه يتعين على الوكالة مراجعة أية مخاوف جديدة لاختبار مصداقية إيران بشأن قيامها بالأنشطة النووية غير المعلنة». ورحبت الولاياتالمتحدة بتقرير المدير العام للوكالة الصادر في 13 نوفمبر، والذي أكد أن الوكالة ستواصل التحقق من تنفيذ إيران لجميع الالتزامات المتصلة بحظر انتشار الأسلحة النووية في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة ورصد تنفيذها وإمكانية تفتيش جميع المواقع العسكرية والمدنية المشتبه بها. وجاء في البيان أن «الولاياتالمتحدة أجرت استعراضا دقيقا لسياستها تجاه إيران، بما في ذلك ما يتعلق ببرنامج العمل المشترك، وبعد ذلك الاستعراض، أوضحنا أننا سنواصل التمسك بالتزاماتنا بموجب الاتفاق، ونتوقع من إيران أن تنفذ الاتفاق بحزم». وأضاف البيان: «على إيران أن تواصل التقيد التام بجميع جوانب التزاماتها بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة من أجل بناء الثقة بأن برنامجها النووي لا يزال سلميا بالكامل». وتطرقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقارير سابقة للمخاوف حول أنشطة حساسة قامت بها إيران، وتتعلق باختبارات يمكن أن تؤدي إلى انفجارات نووية، حيث قالت الوكالة: «لا يمكننا التحقق من مصداقية طهران في هذا المجال».