أعلنت القوات العراقية أمس الجمعة استعادة منطقة راوة آخر منطقة يسيطرعليها تنظيم داعش الإرهابي في العراق، والواقعة في صحراء الأنبار الغربية على الحدود مع سوريا وقد تم رفع العلم العراقي فوق مباني القضاء. وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت في بيان «انطلاق عمليات تحرير راوة فجر الجمعة». وأكد ضابط برتبة عميد ركن في الجيش العراقي لوكالة فرانس برس على أن «القوات العراقية من الجيش والعشائر وبمساندة من طيران التحالف الدولي والمروحيات بدأت من ثلاثة محاور باقتحام مدينة راوة»، الواقعة على بعد 230 كيلومترا غربي الرمادي. وشدد الضابط نفسه على أن استعادة راوة ستكون سريعة «بعد هروب غالبية مسلحي التنظيم منها باتجاه الحدود العراقية السورية». وكان قائد عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة الفريق قوات خاصة الركن عبدالأمير رشيد يار الله قد أعلن في وقت سابق الجمعة أن قطعات قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري اقتحمت راوة، وحررت أحياء (ابو كوه - البوعبيد - القادسية - الازرشية) في الجزء الغربي لمركز قضاء رواة. وكانت مصادر عسكرية وأمنية عراقية أعلنت الخميس عن تمركز قوات من «عمليات الجزيرة» والجيش و«الحشد العشائري» على مداخل قضاء راوة تمهيداً لاقتحامه، وإعلان طرد تنظيم داعش من آخر معاقله في البلاد، فيما عبرت عشائر الأنبار عن مخاوفها من عدم تخصيص ممرات آمنة للمدنيين. من جهته، أعرب مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، عن قناعته بقرب نهاية «دولة الخلافة» المزعومة المعلنة من قبل تنظيم «داعش». وقال برايان هوك، مستشار وزير الخارجية الأمريكي، مدير التخطيط السياسي بالخارجية: إن الوزير ريكس تيلرسون «يشارك بصورة نشطة في الدبلوماسية الشخصية الهادفة إلى دحر داعش. وداعش بشكله الحالي المتمثل بالخلافة المزعومة سينتهي وجوده قبل نهاية هذا العام». وكان التحالف الدولي أعلن الخميس أن التنظيم الإرهابي خسر 95% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في ما مضى في سورياوالعراق. وعلى صعيد آخر، وبعد نحو أربعة أشهر من إعلان الحكومة العراقية تحرير كامل مدينة الموصل الشمالية من تنظيم داعش، لا يزال سكان المنطقة القديمة في غرب المدينة غير قادرين على العودة لأسباب عدة بدءا من المنازل المدمرة وصولا إلى الخوف من «الخلايا النائمة». يقول حسين فالح (29 عاما) العاطل عن العمل حاليا والذي يسكن حي النور في الجهة الشرقية من ثاني أكبر مدن العراق: «أتمنى العودة (إلى غرب الموصل) وترميم بيتنا المهدم بما تيسر لكن القوات الأمنية لا تسمح لنا». وأعلنت القوات العراقية في العاشر من يوليو الماضي استعادة مدينة الموصل بعد تسعة أشهر من المعارك الدامية، قبل أن تفرض سيطرتها نهاية أغسطس على كامل محافظة نينوى. ومنذ ذاك الحين تسعى العائلات الموصلية للعودة إلى منازلها في المنطقة القديمة، لكن الخوف والرعب المتمثل بالألغام والعبوات وفلول تنظيم داعش يحول دون ذلك. وتعرضت المنطقة القديمة، على الضفة الغربية من نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى نصفين، لدمار كبير جراء المعارك وقصف الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة.