دعمت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بالالتزام بالعمل مع كافة الدول المنتجة، سواءً من داخل أو خارج منظمة أوبك، باتفاقية خفض إنتاج النفط نحو 1.8 مليون برميل يوميا للتخلص من تخمة في المعروض أسعار النفط لتغلق أسواقه تداولات الأسبوع عند 60 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2015. وأوضح خبراء نفطيون أن التصريحات أكدت على دعم المملكة تخفيضات الإنتاج في مسعى لتحقيق التوازن والاستقرار بين العرض والطلب الذي تقوده منظمة أوبك في السوق العالمية. وأكد أستاذ اقتصاديات الطاقة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. محمد السهلاوي، أن السوق البترولية تتأثر تلقائيا بالتصريحات من الدول المنتجة والدول المستهلكة، وسوق النفط من أكثر الأسواق حساسية، وحين تأتي التصريحات من المملكة فيكون لها وقع آخر ولها تأثير كبير؛ لان المملكة تعتبر القائدة في الإنتاج وفي منظمة أوبك وتؤخذ التصريحات بمحمل الجد خاصة حينما تأتي بوقت حرج مثل الوقت الراهن، وهناك الكثير من الدول وعلى رأسها المملكة تتجه لرفع الأسعار وضبطها إلى المستوى المطلوب. وأشار السهلاوي إلى أن تصريحات سمو ولي العهد تعد في محلها وستقود السوق إلى ضبط الأسعار واستقراره، منوها أن المملكة تسير وفق خطة محكمة لتقلل من اعتمادها على النفط؛ كون الاعتماد الكلي على النفط قرار غير اقتصادي وتسعى جاهدة لتنويع مصادر الدخل. وأوضح الخبير النفطي وممثل المملكة لدى منظمة اوبك سابقاً د. خالد العقيل، أن تصريحات سمو ولي العهد أكدت على أسس اقتصادية مهمة منها أن المملكة سوف تنظر الى سعر بترولي معتدل ولن تقبل بتلك الاسعار المتدنية والتي تضر بصناعة النفط ومنها صناعة النفط السعودي، فالمملكة ستدعم التوازن في السوق ما بين العرض والطلب، مشيرا الى أن تصريحات سمو ولي العهد واضحة ووضعت خطوطا عريضة لرسم ملامح السياسة النفطية في المملكة. واشار العقيل الى أن سياسة المملكة التي اتخذتها بالتوافق مع روسيا ستعمل على استقرار الأسعار العالمية للنفط ويكون لها بعد مستقبلي بالتفاهم مع جميع الفرقاء من اوبك وخارج اوبك، والمسألة اصبح متفقا عليها من قبل كل المنتجين بأن الأسعار أصبحت عرضة للتذبذبات الحادة وعملية السعر المنخفض أضرت بأسواق النفط واستقرار اسعار النفط وارتفاعها ل 60 دولارا هذا ناتج عن عمل المملكة المؤثر لاستقرار اسعار الذهب الاسود عالميا لفترة طويلة الأمد. ومن جهته، قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو لرويترز: إن إعلان السعودية وروسيا عن دعمهما لتمديد اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط لمدة تسعة أشهر أخرى يزيح الضباب قبل اجتماع أوبك القادم المتعلق بسياسة إنتاج النفط. وأضاف باركيندو : ترحب أوبك بالتوجيه الواضح من ولي العهد بشأن ضرورة تحقيق الاستقرار في أسواق النفط والحفاظ عليه بعد الربع الأول من 2018. وأضاف انه بجانب تصريحات بوتين «فإن ذلك يزيح الضباب في الطريق إلى فيينا في 30 نوفمبر». وأجاب باركيندو حين سئل عما إذا كانت تصريحات ولي العهد تشير إلى أن تمديد الاتفاق لمدة تسعة أشهر يبدو أكثر ترجيحا: «من الجيد دوما أن تحظى بمثل هذا التجاوب والتوجيه رفيع المستوى».