في يوم 24 أكتوبر من عام 2017 أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عن عصر جديد، ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم ككل، ففي هذا اليوم أعلن الأمير عن إنشاء مدينة نيوم وتعني مدينة المستقبل الجديدة أو مدينة الأحلام كما ذكر سمو الأمير، فهذه المدينة من المفترض أنها سابقة لعصرها فلا وجود للمشاريع التقليدية والحياة التقليدية، هي مدينة ستحاكي ما سيكون عليه المستقبل ومشاريع المستقبل. ومدينة نيوم هي مدينة تجارية وسكنية وصناعية وترفيهية، ولهذا اختير موقع مدينة نيوم بدقة متناهية، فمدينة نيوم تقع في قلب العالم وتعتبر حلقة ربط بين قارة آسيا وقارة أفريقيا وقارة أوروبا، كما تربط ثلاث دول السعودية ومصر والأردن، وتضاريسها ساحل وسهل وجبل، وتجمع عبق التاريخ وتحدي الحاضر ونبض المستقبل. ومساحتها حوالي 26500 كم مربع أي ما يعادل مساحة الكويت ولبنان مجتمعة، وتمتد سواحل مدينة نيوم على طول 460 كيلو مترا على ضفاف ساحل البحر الأحمر الغني بمكنوناته من المرجان والجزر والجو المعتدل الجميل، وبذلك تضع مدينة نيوم اسمها كأهم المدن السياحية العالمية في المستقبل، ولكن السياحة ليست كل شيء في هذا الموضوع، فهذه المدينة أسست لدعم الاقتصاد السعودي من كل الجوانب، فهي مدينة ستحظى بتنافسية كبيرة لجلب الاستثمارات المحلية والدولية. كما ستتميز هذه المدينة من توافر الموارد الطبيعية، فهي ستعتمد على الطاقة المتجددة والمتوفرة في المنطقة، فهذا يعطيها ميزة عن غيرها في المدن، كما ان الأنظمة والقوانين الاستثمارية في هذه المدينة ستكون على أعلى مستويات الشفافية والحرية. ويعطي موقع المدينة المتوسط بين العالم ميزة أخرى لا تتمتع بها كثير من المدن العالمية، وستفتح المدينة ذراعيها لجميع المبدعين على مستوى العالم، وهذا سيعطي انطباعا بأن الابتكار والإبداع سيكون موطنه مدينة نيوم. وسنرى ذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من هذه المدينة بحلول 2025.