يعتبر مرض سرطان الثدي من الأمراض العصرية التي سيطرت على اهتمام الدوائر الطبية في العقدين الأخيرين، حيث انتشر انتشارا لافتا بين سيدات العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص، وقد تعددت أسباب الإصابة به ما بين الوراثة والعيوب الجينية وأسباب أخرى عديدة، وأجمعت كافة الدوائر العلمية أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يساهم بقوة في علاجه والتعامل معه. من هنا كانت تحركات جمعية زهرة لمكافحة سرطان الثدي وكان أبرزها مؤخرا «ملتقى عطايا» الثالث والذي دشنته سمو الأميرة هيفاء الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية زهرة. الهدف الأسمى وأكدت صاحبة السمو ل«اليوم» أن «ملتقى عطايا المعرفة يساهم بشكل فعّال في زيادة الوعي المجتمعي لمرضى سرطان الثدي، وهذا هو الهدف الأسمى للجمعية لنصل -بإذن الله- إلى مجتمع خالٍ من السرطان». جاء ذلك خلال تدشين سموها ملتقى «عطايا المعرفة الثالث» مساء أمس في فندق الأحساء انتركونتيننتال، بحضور مدير الشؤون الصحية بالاحساء د. عبدالحميد العمير. وقالت سموها: تميز «عطايا المعرفة» منذ تأسيسه بتفعيل أهم برامج الجمعية وزيادة الأعضاء الفاعلين والداعمين لأنشطتها، مشيرة إلى أنه تم خلال فعاليات تدشين حملة أكتوبر 2017م، تحت شعار (دقايق تسوى سنين) توقيع العديد من الاتفاقيات التي من شأنها مساندة سيدات المجتمع من مريضات ومتعافيات. الأرقام تتكلم وكشفت مديرة جمعية زهرة بالأحساء نسرين الحماد أنه تم تدشين العيادة المتنقلة للفحص عن مرض سرطان الثدي في الملتقى السابق، وبلغ عدد السيدات اللاتي أجرين الفحص 4000 سيدة، وعدد المشتبه بهن تجاوز 250 سيدة، وتم تحويل أكثر من 14 حالة إلى المستشفيات التخصصية. وأضافت: «يسعدني تدشين فعاليات ملتقى عطايا المعرفة الثالث والذي تنظمه، للعام الثالث على التوالي، جمعية زهرة في محافظة الأحساء بمشاركة نخبة من الشخصيات الثقافية الملهمة والذي نهدف من خلاله إلى مساندة أفراد المجتمع في النواحي النفسية والاجتماعية وتعزيز دورهم في مساندة السيدة المريضة والمتعافية، ونسعى جاهدين يداً بيد مع شريكنا الإستراتيجي وزارة الصحة بنشر ورفع مستوى التوعية بسرطان الثدي». د. الزامل متوسطا المتطوعين الدعم النفسي وتضمن الحفل، مشاركة د. نجيب الزامل الذي تحدث عن قصة نجاح زوجته في تعدي مرحلة مرض السرطان، مبيناً أهمية الدعم النفسي لمرضى السرطان، حيث إن اكتشاف الإصابة بالسرطان لا يمثل فقط للكثير من الناس مواجهة مرض يهدد حياتهم، بل ما يشعر به المريض من الحزن والخوف، وهو شعور طبيعي في هذه اللحظات العصيبة من حياتهم. فيحتاج المرضى للمساعدة أثناء هذه المرحلة الحرجة وتهيئتهم للعودة لحياتهم الطبيعية بعد انتهاء فترة العلاج. بالإضافة إلى مشاركة د. خليفة المحرزي الذي تحدث عن أساسيات الحياة الزوجية وكيفية إدارة العلاقة بين الزوجين، موضحاً أن الحياة الزوجية تحتاج إلى فنون في التعامل، وتحتاج إلى خبرة حتى تدار بالشكل الأمثل. وفي ختام الحفل تم تكريم كافة الرعاة والجهات الحكومية المشاركة في دعم الملتقى.