أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إستراتيجية جديدة حيال إيران وذكر انه لن يصادق على إلتزام طهران بالاتفاق النووي، وأنه سيعمل مع الكونغرس لإجراء تعديلات على الاتفاق النووي. ووصف الرئيس الأمريكي إيران بالدولة المارقة التي تريد نشر الفوضى في العالم. وهي تهدد حلفاء أمريكا بالمنطقة. ومن هذا المنطلق أعلنت الخزانة الأمريكية أنها وضعت الحرس الثوري الإيراني على قائمة العقوبات، وكما نعلم جميعا أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يحمي نظام الملالي من الشعب الإيراني المغلوب على أمره، واذا واصلت أمريكا تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران فإنها ستفرغ الاتفاق النووي من مضمونه، وسينتهي بانسحاب إيرانوأمريكا من هذا الاتفاق. هذا سيؤدي الى إعادة الأزمة في مياه الخليج والشرق الأوسط، وسيجعل إيران تقوم بعمليات استفزازية ضد دول الجوار والعالم بأسره، ومن المؤكد أن تنتج عن هذه الاستفزازات عقوبات أشد من أمريكا وباقي الدول الأخرى، قد تصل الى فرض عقوبات على القطاع النفطي الإيراني، وكل ما يتعلق بهذا القطاع من إيقاف شركات أجنبية تقوم الآن بتطوير حقول النفط الإيرانية أو بوقف التنقيب والصيانة عن آبار وحقول النفط الإيرانية. وقد تفرض غرامات وعقوبات على الشركات المتعاملة مع إيران، وهذا بدوره قد يؤخر ويعطل مقدرة إيران على زيادة إنتاجها من النفط، وقد يؤثر حتما على مبيعاتها الخارجية، هذا سيحدث فجوة ونقصا في الإمدادات. ولو نظرنا الى إمكانيات إيران النفطية نجد أن إيران تنتج ما نسبته 14% من حصة أوبك أي حوالي 4 ملايين برميل نفط يوميا، وهي تخطط الى زيادة الإنتاج في السنوات القادمة ليصل الإنتاج الى 5.7 مليون برميل يوميا. ولكن أعتقد أن هذا الطموح سيقل إذا ما قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي، فسيتقلص إنتاج ايران من النفط الى أقل من 4 ملايين وهذا سيؤثر على الأسواق العالمية ويرفع أسعار النفط.