قبيل ساعات من بدء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لموسكو بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين حيث تتصدر المباحثات محاربة ومكافحة الإرهاب والتطرف كشف صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل النقاب عن حقائق جوهرية تتعلق بالأزمة القطرية وتورط النظام القطري في دعم ظاهرة الإرهاب بكل وسائل الدعم وطرائقه. وأول حقيقة كشف عنها سموه تتعلق بأسباب سحب السفراء من الدوحة وعلى رأسها عدم التزام النظام بالتوقف عن تمويل الإرهاب، حيث طالبت المملكة لعدم ثقتها بالالتزام على عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بالتزام خطي تتعهد الدوحة بموجبه بوقف تطوير شبكة دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة بالمنطقة ومن بينها تنظيم القاعدة، وقد نكص النظام عن هذا الالتزام وتجاهله تماما بعد التوقيع عليه. لقد بدأت قطر منذ حصول حمد بن خليفة على السلطة بعد انقلابه على أبيه بتطوير شبكات التطرف في المنطقة وقد دعمت رئيس القاعدة وقتذاك أسامة بن لادن بأموال طائلة؛ ليواصل عملياته الإرهابية، وكان النظام القطري يدعم بلا حدود جبهة النصرة وأكبر دليل على ذلك مسألة اختطاف الراهبات في سوريا، حيث توسط النظام لعلاقته الوثيقة مع تلك الجبهة وغيرها من الجماعات الإرهابية حتى تم الافراج عنهن. وسحب السفراء من الدوحة من قبل المملكة والبحرين والإمارات عام 2012 يجيء في أعقاب الاطاحة بمطالب تلك الدول بأهمية التوقف عن دعم الجماعات الإرهابية لاسيما في البحرين غير أن النظام القطري لم يلتزم بهذه المطالب فسحب السفراء وقتذاك، وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين تلك الدول والدوحة. وتعمد أمير النظام القطري الحالي عام 2013 تمزيق الاتفاق الخطي الذي وقع عليه مع المملكة حول وقف دعمه للجماعات الإرهابية ومنع قناة الجزيرة من نشر عدوانها ضد البلدان الخليجية، وهو واحد من الاتفاقات التي تنصل منها النظام بعد التوقيع عليها قبل أن يجف حبرها، وقد تعود على النكوص من كل الاتفاقات التي تعهد بالالتزام بمضامينها ومنها ما تعهد عليه في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض. هي ممارسات تضاف إلى سلسلة من الممارسات الطائشة التي يلعب على حبالها النظام القطري في محاولة يائسة لتحدي العالم كله من خلال دعمه المكشوف والمعلن لكل الجماعات الإرهابية المتطرفة. غير أن النظام القطري الذي تعود على التغريد خارج السرب مازال يركب رأسه ويطيح بكل المحاولات الجادة لاعادته إلى جادة الصواب ويرفض أي حوار من شأنه تسوية الأزمة القائمة بينه وبين الدول الأربع لزعمه أنها تمس السيادة القطرية رغم أن تلك المطالب في جوهرها تدعو لنبذ الإرهاب والتخلص منه ولاعلاقة لها بخدش تلك السيادة التي مازال النظام يعزف على منغومتها المهترئة.