كشف نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الروسي في مجلس الغرف السعودية عبدالعزيز الكريديس عن قيام شركة استثمار مدعومة من قبل الحكومتين السعودية والروسية بقيمة عشرة مليارات دولار سيتم الإعلان عنها خلال الزيارة الملكية لموسكو والتي ستشكل مرحلة جديدة في التاريخ الاقتصادي بين البلدين. ونظم مجلس الغرف السعودية أمس أعمال «حوار الرؤساء التنفيذيين السعودي الروسي» في العاصمة الروسية موسكو، بحضور أعضاء مجلس الأعمال السعودي الروسي، وأكثر من 100 رجل أعمال من الجانبين السعودي والروسي. وأوضح الكريديس أن هذا الاستثمار المشترك يشارك فيه رجال الأعمال من الجانبين على أن تجرى دراسات جدوى لمشاريع استثمارية وفرص تجارية واقتصادية واستثمارية بين الرياضوموسكو، بجانب دراسة الأسواق والتشجيع الشامل للتنافسية في جميع المجالات الاستثمارية خاصة مع توافر فرص استثمارية بروسيا في مجال الزراعة والطاقة والصناعات، بما في ذلك الصناعات العسكرية، كما تتوافر بالمقابل فرص استثمارية واسعة بالمملكة. * حدثنا عن التاريخ الاقتصادي والتجاري بين الرياضوموسكو؟ * روسيا والمملكة يجمع بينهما العديد من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية منذ تأسيس المملكة، حيث كانت روسيا من أوائل الدول المعترفة بقيامها. وشهد أول اتفاق عام بين الرياضوموسكو خلال زيارة رئيس الحكومة الروسي في عام 1994 إلى الرياض، تم خلالها توقيع اتفاقية عامة للتعاون بين الحكومتين الروسية والعربية السعودية في مجالات التجارة والاقتصاد واستثمار الأموال والعلم والتقنية والثقافة والرياضة والشباب. ولكن خلال الفترة الأخيرة شهدت العلاقة الكثير من التحسن إبان زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى روسيا ولقائه الرئيس بوتين في سان بطرسبورغ عام 2015. وقد نظر إلى الاتفاقات، التي تم التوصل بشأنها، كاستجابة ايجابية من جانب المملكة لدعوات روسيا المتكررة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارات مع المملكة بغض النظر عن الخلافات في السياسة الخارجية. حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين السعودية وروسيا ما زال ضعيفا بالمقارنة مع حجم اقتصاد البلدين كأعضاء في دول العشرين، وذلك لوجود بعض العوائق في حركة الأموال بين البلدين، ومشكلة الازدواج الضريبي. ويتوقع خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا أن يتم تقديم حلول لتذليل هذه العوائق بين البلدين لرفع معدل الاستثمار المشترك، وكذلك رفع مستوى التبادل التجاري والاقتصادي. وبالإضافة لذلك فإن مجلس الأعمال السعودي الروسي سوف يعقد عددا من الاجتماعات ويناقش العديد من الاتفاقيات وعرض الفرص الاستثمارية والتجارية بين البلدين. * ما الطموحات التي تعزز رفع التبادل التجاري بين البلدين.. وكم يبلغ حجمه حالياً؟ * حجم التبادل التجاري بين البلدين يعتبر متواضعا، فهو لا يتجاوز الملياري دولار، وهذا الرقم لا يرقى إلى حجم اقتصاد بلدين عضوين في مجموعة العشرين. وسيتزامن مع هذه الزيارة الملكية، تواجد أكثر من 100 رجل أعمال سعودي بقيادة رئيس مجلس الغرف السعودية أحمد الراجحي، ورئيس مجلس الأعمال السعودي- الروسي عبدالرحمن الزامل. وتبرز الطموحات مع هذه الزيارة التاريخية، حيث يعتبر حضور خادم الحرمين الشريفين أول ذهاب لملك سعودي للعاصمة الروسية، ويلتقي برئيسها منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، وقد مهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لها بعد عدة زيارات سابقة قام بها سموه لروسيا، شكلت مرحلة جديدة من تاريخ العلاقات بين البلدين. وسيتم توقيع عدة اتفاقيات تجارية واستثمارية بين قطاعي الأعمال في كلا البلدين، كما أن هناك قائمة لأكثر من مائة شركة روسية ترغب في لقاء رجال الأعمال السعوديين. وبالإضافة لذلك ستجرى لقاءات وزيارات، فيما سوف يتم إقامة منتدى اقتصادي على شرف الزيارة وذلك بمشاركة وزير التجارة السعودي ووزراء روس ورجال الاعمال من كلا البلدين. حيث من المتوقع أن يشهد السوق السعودي دخول شركات روسية خلال الفترة القادمة. وأتوقع انه خلال الأعوام الخمسة المقبلة سوف يرتفع حجم الاستثمار بين البلدين في جميع المجالات الاستثمارية والتجارية بشكل كبير جدا. اجتماع سابق لمجلس الأعمال السعودي الروسي في مايو (اليوم) * ما أبرز جهود المجلس التنسيقي بين البلدين في إيجاد فرص استثمارية واعدة؟ * المجلس التنسيقي أوجد العديد من الفرص الاستثمارية من خلال ما تم على ضوء الزيارات المتبادلة خلال اجتماعات بين مجلس الأعمال السعودي الروسي، حيث تم عقد اجتماع لمجلس الأعمال السعودي الروسي المشترك على هامش الزيارة ومنتدى الاستثمار السعودي الروسي، والذي نظمته هيئة الاستثمار في المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية. وكذلك هناك زيارات ميدانية سيقوم بها رجال الأعمال السعوديون لعدد من كبرى الشركات والمؤسسات الروسية منها: شركة رينوفا القابضة، وشركة لوك أويل، وصندوق الاستثمارات الروسي، وبنك سبير، وشركة سيستما القابضة. ومن المقرر أن يتم أثناء عقد اجتماع مجلس الأعمال السعودي الروسي المشترك مناقشة التحديات التي يجب العمل على تذليلها أمام رجال الأعمال في كلا البلدين، مثل تسهيل الحركة المالية، والزيارات للأفراد والشركات، وأيضا تخفيف الأعباء في الجانب الضريبي، إلى جانب تسهيل وضمان الاستثمار في كلا البلدين. أيضا ستتم المطالبة بفتح مكاتب تمثيل اقتصادي للمملكة في موسكو، وبالمقابل فتح مكاتب لروسيا في الرياض لتقوم بالعمل على معالجة التحديات التي يواجهها رجال الأعمال في كلا البلدين، ويسهم ذلك في تشجيع الحركة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. * ما دور صندوق الاستثمارات العامة في دعم رجال الأعمال السعوديين في الاستثمارات المشتركة؟ * صندوق الاستثمارات العامة الآن يعمل بفكر جديد ويدعم استثمارات الدولة بطريقة جيدة، وسيتم إعداد خطة عمل مشتركة بين الجانبين لرفع حجم التبادل التجاري، وطرح اقتراح تأسيس شركة استثمارات مشتركة بدعم من الحكومتين السعودية والروسية يكون ضمن أهدافها دراسة المشاريع، والمشاركة في التمويل، وتحقيق الضمانات الحكومية المطلوبة. * ما أبرز المجالات الاستثمارية المشتركة لزيارة خادم الحرمين الشريفين لروسيا؟ * هناك العديد من المجالات التي من المتوقع أن تزدهر بين البلدين، وتم دعم شركة الاستثمار المدعومة من قبل الحكومتين السعودية والروسية بعشرة مليارات دولار والتي سوف يشارك فيها رجال الأعمال من الجانبين، وتقوم على عمل دراسات لجدوى المشاريع الاستثمارية والفرص التجارية والاقتصادية بين البلدين. بالإضافة لدراسة الأسواق والتشجيع الشامل للتنافسية في جميع المجالات الاستثمارية خاصة أن روسيا لديها فرص استثمارية في مجال الزراعة والطاقة والصناعات بما في ذلك الصناعات العسكرية، وكذلك الاستثمار في الأغذية والزراعة والطاقة والتبادل التجاري مع روسيا في الحديد وبعض قطع الشاحنات. وكذلك نقل الخبرات الروسية في عملية الطاقة، فيما تتوافر لدى المملكة فرص استثمارية واسعة في مجال السجاد والدهانات والأقمشة والتمور وغيرها. وأيضا فتح المجال السياحي بين البلدين. * من هم أبرز المتحدثين خلال جدول أعمال المنتدى السعودي- الروسي؟ * أعمال المنتدى السعودي الروسي سيحضره من الجانب السعودي عشرات المتحدثين ووزراء وممثلون لشركات حكومية كبرى يترأسهم وزير التجارة ماجد القصبي، وم. إبراهيم العمر محافظ هيئة الاستثمار، وم. أحمد الراجحي رئيس مجلس الغرف السعودية، وأيضا ياسر الرميان المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة للأستاذ أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، وم. يوسف البنيان رئيس شركة سابك، ومعالي الأستاذ فهد السكيت رئيس وحدة المحتوى المحلي، ود. رميح الرميح رئيس هيئة النقل العام، كما يحضرها الأستاذ خالد السالم رئيس التجمعات الصناعية، ومن الجانب الزراعي م. أحمد الفارس مدير عام صوامع الغلال والأستاذ عبدالله الدبيخي مدير سالك. ومن الجانب الروسي سيشارك السيد ديمترييف رئيس صندوق الاستثمارات الروسية المباشرة، والسيد نوفاك وزير الطاقة الروسي، والدكتور الكسي ميلر الرئيس التنفيذي لشركة قاز بروم الروسية. رحلات مباشرة على طاولة رجال أعمال البلدين قال عبدالعزيز الكريديس «سنشهد مزيدا من تطور العلاقات، خلال زيارة خادم الحرمين، حيث ستتم مناقشة تسهيل الحركة الملاحية بما يتعلق بالشحن بين البلدين، وإيجاد رحلات مباشرة». وأضاف «سيبدأ وفد مجلس الأعمال السعودي، الذي غادر أمس الأول إلى روسيا، اجتماعاته مع نظيره الروسي، والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام، يتم خلالها القيام بجولات ميدانية، وذلك بحسب ما هو مقرر في جدول الأعمال»، وتابع «كما أنه سيطلع رجال الأعمال الروس على الفرص الاستثمارية في المملكة التي سيتم عرضها عليهم هناك، وكذلك فتح الفرص أمام الشركات الروسية الراغبة في دخول السوق السعودي». عبدالعزيز الكريديس عضو اللجنة التنفيذية بمجلس الغرف السعودية، نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الروسي، يترأس مجلس إدارة شركة «وفرة التواصل»، وهو صاحب مبادرة الشركة الاستثمارية، بجانب مجال المال والأعمال يهتم بالرياضة ويبرع في رياضة الجولف، وأعيد انتخابه في مارس الماضي عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للجولف، نائباً لرئيس الاتحاد بالإجماع.