اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش أن السحر انقلب على الساحر، وذلك في سياق تصريحات أدلى بها أمس الإثنين بعد توالي قضايا سحب الجنسية من مواطنين قطريين، وهي «السياسة العقابية» التي باتت تنتهجها الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة من أجل كتم أفواه كل مَنْ يعارض سياسة الحكومة القطرية. وأوضح قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر أن قطر التي حاولت أن تستعمل زورا الملف الإنساني والحقوقي من أجل النيل من جيرانها في إشارة إلى المملكة والإمارات، والبحرين، انقلب عليها السحر. وأضاف: «انقلب السحر على الساحر، الملف الحقوقي والإنساني سعت قطر إلى تجييره ضد جيرانها فإذا به ينقلب عليها، والحكمة أن بتر الفتنة في معالجة أسبابها». ثقة وتجاوز وكان قرقاش قد أعلن الأحد أن خيارات الدوحة تتضاءل على الصعيد السياسي، مشددا على أن العواصم الأربع (في إشارة إلى الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب المملكة والإمارات والبحرين ومصر) تمضي بثقة متجاوزة هذا الملف، الذي لم يعد من الأولويات. كما اعتبر أن قطر فشلت في نيويورك رغم الإنفاق الأسطوري على الإعلام، وترويجها لرسائل المظلومية. وسبق لنظام الدوحة أن سحب في عام 2005 الجنسية من فرع من فروع قبيلة بني مرة وهم قبيلة الغفران، ووصل عدد المجردين من الجنسية حينها إلى 6 آلاف مواطن قطري من أبناء القبيلة، بعد 12 سنة عادت الدوحة للخطة ذاتها، حين سحبت السلطات القطرية جنسية الشيخ طالب بن شريم المري و50 من أفراد عائلته، كما سحبت جنسية شيخ شمل قبيلة الهواجر، وطال عقاب الدوحة الشاعر الشعبي الشهير محمد بن فطيس المري قبل يومين. التعامل بوجهين ونشر موقع «أميركان ثينكرز» مقالا للكاتبة والحقوقية الإيرانية «باناف شاه زاند»، فندت فيه تعامل المنظمة الحقوقية الأمريكية (هيومان رايتس ووتش) بوجهين، أحدهما ينتقد كل شيء في الشرق الأوسط والآخر يحابي «دولتين من أسوأ دول العالم انتهاكا لحقوق الإنسان» على حد وصف الكاتبة. وملخص المقال أن ووتش لا تفوت الفرصة لانتقاد دول المنطقة، في أحيان كثيرة على خلفيات سياسية أكثر منها حقوقية، ما عدا قطروإيران. واستشهدت زاند بمقال لمديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة لي واتسون في موقع ميدل إيست آي (الممول قطريا) يبدو وكأنه «نصيحة» لحكام قطر فيما يتعلق بسياسة منح اللجوء لمَنْ يأتون إلى قطر. ويمتدح مقال المديرة في المنظمة، المنشور في 3 أغسطس، «التقدمية» القطرية إذا أخذت تلك النصائح في الاعتبار. يذكر أنه من أسباب قطع عدد من دول الجوار علاقاتها مع قطر، يعود لتدخل الدوحة في الشؤون الداخلية لجوارها بإيواء الإرهابيين من تلك الدول ومن دول أخرى يهددون أمن وسلامة الخليج والدول العربية الأخرى، وتعد نصيحة هيومان رايتس ووتش أقرب لكونها «استشارة» للدوحة لتبرر قانونا إيواء الإرهابيين والمخربين من الدول الأخرى واعتبارهم «معارضين». طابع سياسي ويفصل مقال الكاتبة الإيرانية الانتهاكات الإيرانية التي تتغاضى عنها هيومان رايتس ووتش بينما تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا تعرض شخص لمضايقة في بلدان المنطقة، حتى لو كان ذلك ضمن إجراءات القوانين المحلية في البلد المعني. وتضرب باناف شاه زاند مثالا صارخا على تجاهل هيومان رايتس ووتش انتهاكات إيران لحقوق الإنسان بالحديث عن أوضاع العمال في إيران، وما يكاد يصل إلى تجريم السلطات الإيرانية لمطالبة العامل بحقه الذي تكفله المعاهدات الدولية التي وقّعت عليها إيران. ومع ذلك، تقول الكاتبة الإيرانية، لا نسمع شيئا عن ذلك من المنظمة الحقوقية التي تدعي الحيادية في دفاعها عن الحقوق والحريات. وتخلص زاند إلى أن هيومان رايتس ووتش تتصرف بعيدا تماما عن أسسها وأهدافها المعلنة، ويغلب على حملاتها الطابع السياسي الذي يصل حد الفجاجة في تعاملها مع قطروإيران. قطر وليبيا أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، العقيد أحمد المسماري، في تصريحات مساء أمس الأول أن تنظيم داعش والأذرع الإخوانية والتنظيمات التابعة للقاعدة تحالفوا في ليبيا لنشر التطرف. وأكد أن «قطر تنقل مسلحي داعش من سوريا إلى ليبيا وأن دعمها المالي للجماعات الإرهابية مستمر في ليبيا». يذكر أنه سبق للجيش الليبي أن أعلن عدة مرات عن دعم قطر للتنظيمات الإرهابية في البلاد، كما قدم أدلة ووثائق على ذلك. وسبق لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر أن شن في يوليو الماضي هجوما عنيفا على الدوحة وسياساتها الداعمة للارهاب في ليبيا. وشدد على استحالة إقامة علاقات مع قطر التي ساهمت في نشر الإرهاب والفوضى في بلاده، عبر دعمها تنظيمات إرهابية بالمال والسلاح، لا بل كانت المتسبب في كل المشكلات الليبية، على حد قوله.